التفاسير

< >
عرض

فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ ٱلَّذِينَ يُرِيدُونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا يٰلَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَآ أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ
٧٩
-القصص

التفسير الكبير

قَوْلُهُ تَعَالَى: { فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ }؛ قال السديُّ: (خَرَجَ فِي جَوَارٍ بيْضٍ؛ عَلَى سُرُوجٍ مِنْ ذهَبٍ؛ عَلَى قِطَفِ أُرْجُوَانٍ؛ "وَهُنَّ" عَلَى بغَالٍ بيْضٍ عَلَيْهُنَّ ثِيَابٌ حُمْرٌ وَحُلِيٌّ مِن ذهَبٍ). وقال مقاتلُ: (خَرَجَ عَلَى بَغْلَةٍ شَهْبَاءَ عَلَيْهَا سَرْجٌ مِنْ ذهَبٍ عَلَيْهِ الأُرْجُوَانُ، وَمَعَهُ أرْبَعَةُ آلاَفِ فَارسٍ عَلَى الْخَيْلِ، عَلَيْهِمْ وَعَلَى دَوَابهِمُ الأُرْجُوَانُ، وَمَعَهُ ألْفُ جَاريَةٍ عَلَى بغَالٍ شُهْبٍ سُرُوجُهُنَّ الذهَبُ؛ وَلِبَاسُهُنَّ أُرْجُوَانٌ أحْمَرُ، عَلَيْهِنَّ الْحِلِيَّ وَالْحُلَلَ).
وقال ابن زَيدٍ: (خَرَجَ فِي سَبْعِيْنَ ألْفاً عَلَيْهِمُ الْمُعَصْفَرَاتُ). وهذا معنَى الْحَسَنِ في ثِيَابٍ صُفْرٍ. قال الزجَّاجُ: (الأُرْجُوَانُ فِي اللُّغَةِ صَبْغٌ أحْمَرُ، فرُوي أنه كان عليهم وعلى خُيولِهم الدِّيباجُ الأحمرُ)، قال: (وَكَانَ ذلِكَ أوَّلَ يَوْمٍ رُؤيَتِ الْمُعَصْفَرَاتُ).
قَوْلُهُ تَعَالَى: { قَالَ ٱلَّذِينَ يُرِيدُونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا }؛ أي قال مُؤمِنُوا أهلِ ذلك الزَّمانِ لَمَّا رأوا تلكَ الزينةَ والجمالَ، { يٰلَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَآ أُوتِيَ قَارُونُ }؛ من المالِ، { إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ }؛ أي ذُو نَصِيبٍ وافرٍ من الدُّنيا، وكان الذين تَمَنَّوا هذه الأُمْنِيَةَ القومُ الذين يرغَبُون في الدُّنيا ويتمَنَّونَها.