التفاسير

< >
عرض

أَوَلَمْ يَسيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوۤاْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُواْ ٱلأَرْضَ وَعَمَرُوهَآ أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَـٰكِن كَانُوۤاْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ
٩
-الروم

التفسير الكبير

قَوْلُهُ تَعَالَى: { أَوَلَمْ يَسيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ }؛ أي أوَلَمْ يُسافِروا في الأرضِ، { فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ }؛ صارَ أمرُ، { ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ }؛ مِن الأُمم السالفةِ حين كذبوا الرُّسلَ إلى الهلاكِ بتكذيبهم فيَعْتَبرُوا. ثُم وصفَ تلكَ الأممَ فقال: { كَانُوۤاْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُواْ ٱلأَرْضَ }؛ أي حَرَثُوها وقلَبُوها للزراعةِ والغَرسِ، { وَعَمَرُوهَآ أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا }؛ كفارُ مكَّة لأنَّهم كانوا أطولَ عُمراً وأكثرَ عَدداً، { وَجَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ }، فلم يَبْقَ منهم ولا مِن عمارَتِهم أثرٌ، فكذلكَ يكونُ حال هؤلاء.
قَوْلُهُ تَعَالَى: { فَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ }؛ بإهلاكِهم، { وَلَـٰكِن كَانُوۤاْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ }؛ بالكُفرِ والتكذيب.