التفاسير

< >
عرض

إِنَّ أَصْحَابَ ٱلْجَنَّةِ ٱليَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ
٥٥
-يس

التفسير الكبير

قَوْلُهُ تَعَالَى: { إِنَّ أَصْحَابَ ٱلْجَنَّةِ ٱليَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ }؛ معناهُ: إن أصحابَ الجنَّة في الآخرةِ في شُغُلٍ فَاكِهُونَ. قرأ ابنُ كثير ونافعُ وأبو عمرٍو بجزمِ الغَينِ، وقرأ الباقون (فِي شُغُلٍ) بضمِّ الغينِ، وهما لُغتان مثلُ: السُّحُتِ وَالسُّحْتِ.
واختلفَ المفسِّرون في شُغلِهم، قال مقاتلُ: (شُغِلُوا بافْتِضَاضِ الْعَذارَى عَنْ أهْلِ النَّار فَلاَ يَذْكُرُونَهُمْ وَلاَ يَهْتَمُّونَ بهِمْ). وقال الحسنُ: (شُغِلُوا بمَا فِي الْجَنَّةِ مِنَ النِّعَمِ عَنْ مَا فِيْهِ أهْلُ النَّار مِنَ الْعَذاب).
وعن أبي سعيد الخدريِّ قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
"إنَّ أهْلَ الْجَنَّةِ كُلَّمَا جَامَعُوا نِسَاءَهُمْ عُدْنَ أبْكَاراً" . قَوْلُهُ تَعَالَى: { فَاكِهُونَ } أي أصحابُ فاكهةٍ، كما يقالُ: شَاحِمٍ لاَحِمٍ؛ أي ذُو شحمٍ ولحم، وعاسِلٍ ذو عَسلٍ، وقرأ أبو جعفر (فَكِهُونَ) بغيرِ ألفٍ، والفَكَهُ: الفرِحُ الضَّحُوكُ، الطيِّبُ النفسِ، ويقالُ: فَاكِهٌ وَفَكِهٌ كحَاذِرٍ وَحَذِرٍ.