التفاسير

< >
عرض

وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ ٱلْغَالِبُونَ
١٧٣
فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّىٰ حِينٍ
١٧٤
وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ
١٧٥
أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ
١٧٦
فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَآءَ صَبَاحُ ٱلْمُنْذَرِينَ
١٧٧
-الصافات

التفسير الكبير

قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ ٱلْغَالِبُونَ }؛ أي جندُ اللهِ لهم الغلبَةُ بالحجَّة والنصرِ في الدُّنيا، وينتقمُ الله من أعدائهِ في الآخرة. قَوْلُهُ تَعَالَى: { فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّىٰ حِينٍ }؛ أي أعْرِضْ عنهم حتى تنقضِيَ المدَّةُ التي أُمهِلوا فيها، { وَأَبْصِرْهُمْ }، في عذاب الآخرة، { فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ }؛ ما وُعدوا من العذاب. وَقِيْلَ: معناهُ: أعرِضْ عنهم حتى نأْمُرَكَ بقتالهم، وأبصِرهُم بقلبكَ فسوف يُبصِرُونَ العذابَ بأعيُنهم.
فقالوا للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: متى ينْزلُ بنا العذابُ الذي تعِدُنا به؟ فقالَ اللهُ تعالى: { أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ }؛ أي يطلبُون تعجيلَ عذابنا لجهلِهم، { فَإِذَا نَزَلَ }؛ العذابُ، { بِسَاحَتِهِمْ }؛ أي بفَنَاءِ دارهم وموضعِ منازلهم، { فَسَآءَ صَبَاحُ ٱلْمُنْذَرِينَ }؛ أي فبئسَ صباحُ قومٍ أنذرَهم الرسلُ فلم يؤمنوا.
وعن أنسٍ رضي الله عنه قال:
"لَمَّا أتَى النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم خَيبَرَ، قالَ: اللهُ أكْبَرُ، خَرِبَتْ خَيْبَرُ إنَّا إذا نَزَلْنَا سَاحَةَ قَوْمٍ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذرينَ" .