التفاسير

< >
عرض

كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وفِرْعَوْنُ ذُو ٱلأَوْتَادِ
١٢
وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ لْئَيْكَةِ أُوْلَـٰئِكَ ٱلأَحْزَابُ
١٣
إِن كُلٌّ إِلاَّ كَذَّبَ ٱلرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ
١٤

التفسير الكبير

قَوْلُهُ تَعَالَى: { كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ }، أي كذبَتْ قبلَ قومِكَ قومُ نوحٍ، { وَعَادٌ }، هوداً، وَكذب، { وفِرْعَوْنُ ذُو ٱلأَوْتَادِ }، وموسى عليه السلام، { وَثَمُودُ }؛ صالحاً، { وَقَوْمُ لُوطٍ }، لوطاً، { وَأَصْحَابُ لْئَيْكَةِ }؛ شعَيباً، كَذبَ هؤلاءِ أنبياءَهم فحلَّ بهم عذابُ الاستئصالِ، وكذلكَ { أُوْلَـٰئِكَ }؛ أي أُؤْلَئِكَ، { ٱلأَحْزَابُ }، والأحزابُ الجماعةُ الكثيرة القويَّة، { إِن كُلٌّ إِلاَّ كَذَّبَ ٱلرُّسُلَ }، كلُّهم كذبُوا الرُّسُلَ رسلهم، { فَحَقَّ عِقَابِ }، فحَقَّ عليهِم عقابي وعذابي، وكذلك يحقُّ على قومِكَ.
وسُمِّيَ فرعونُ ذُو الأوتادِ؛ لأنه كان يَمُدُّ بين الأوتادِ فيُرسِلُ عليهم الحيَّات والعقارب. وَقِيْلَ: إنه كان إذا غَضِبَ على الإنسانِ وَاتَدَ يَدَيْهِ ورجْلَيْهِ ورأسَهُ على الأرضِ، قال عطيَّة: (ذُو الأوتادِ؛ أي ذُو الجنودِ والْجُمُوعِ الكثيرةِ) يعني أنَّهم كانوا يُقَوُّنَ أمرَهُ ويشددون مُلكَهُ كما يُقَوِّي الوتدُ الشيءَ. وَقِيْلَ: الأوتادُ الأَبْنِيَةُ الْمَشِيدَةُ، سُمِّيت بذلك لارتفاعِها كما سُميت الجبالُ أوتَاداً.