التفاسير

< >
عرض

قَالَ رَبِّ ٱغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لاَّ يَنبَغِي لأَحَدٍ مِّن بَعْدِيۤ إِنَّكَ أَنتَ ٱلْوَهَّابُ
٣٥

التفسير الكبير

قَوْلُهُ تَعَالَى: { قَالَ رَبِّ ٱغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لاَّ يَنبَغِي لأَحَدٍ مِّن بَعْدِيۤ }؛ معناهُ: لَمَّا رجعَ مُلك سليمان إليه قال: رَب اغْفِرْ لِي ذنْبي وَهَبْ لِي مُلكاً لا أُسْلَبُ فيه كما سُلِبْتُ في المرَّة الأُولى، { إِنَّكَ أَنتَ ٱلْوَهَّابُ }، ولا يجوزُ أن يكون سؤالهُ الْمُلْكَ برغبتهِ له في الدُّنيا ولا بُخلاً بمثلهِ على مَن بعده، ولكن طلبَ آيةً تدلُّ جميعَ الخلقِ على أنَّ الله تعالى غَفَرَ له ذنبَهُ وردَّهُ إلى منْزِلَةِ الأنبياءِ عليهمُ السَّلام.
وعن أبي هريرةَ رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم:
" أنَّهُ صَلَّى صَلاَةً فَقَالَ: إنَّ الشَّيْطَانَ عَرَضَ لِي لِيُفْسِدَ عَلَيَّ صَلاَتِي، فَأَمْكَنَنِي اللهُ مِنْهُ فَخَنَقْتُهُ وَلَقَدْ هَمَمْتُ أنْ أُوثِقَهُ إلَى سَاريَةٍ حَتَّى تُصْبحُواْ وَتَنْظُروْا إلَيْهِ جَمِيعاً، فَذلِكَ قَوْلُ سُلَيْمَانَ عليه السلام { وَهَبْ لِي مُلْكاً لاَّ يَنبَغِي لأَحَدٍ مِّن بَعْدِيۤ }" .