التفاسير

< >
عرض

فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ
٤١
أَوْ نُرِيَنَّكَ ٱلَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُّقْتَدِرُونَ
٤٢
-الزخرف

التفسير الكبير

قولهُ تعالى: { فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ }؛ أي نُمِيتُكَ قبلَ أن نُرِيَكَ النَّقمَةَ في كفار مكَّة، { فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ }؛ بالقتلِ بَعدَكَ، { أَوْ نُرِيَنَّكَ }؛ في حياتِكَ ما، { ٱلَّذِي وَعَدْنَاهُمْ }؛ من الذُلِّ، { فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُّقْتَدِرُونَ }. بَيَّنَ اللهُ تعالى أنه قادرٌ على عقوبتِهم في حالِ حياة النبيِّ صلى الله عليه وسلم وبعدَ وفاتهِ.
والأصلُ: في (إمَّا): (إنْ مَا) فحُذف الشرطُ (ان وما) صلةٌ ومتى دخلت (مَا) في الشرطِ للتوكيدِ دخلت النونُ الثَّقيلةُ المؤكِّدة في الفعلِ المذكور بعدَها.
ومعنى الآية: أنَّ الله تعالى "قالَ" مُطَيِّباً لقلب نَبيِّهِ صلى الله عليه وسلم: إنْ ذهَبْنَا بكَ انتقَمنَا لكَ مِمَّنْ كَذبَكَ بعدَكَ أو نُرِيَنَّكَ في حياتِكَ ما وعدنَاهم من العذاب، فإنَّا قادِرُون عليهم متى شِئْنَا عذبنَاهُم ثم أُريَ ذلِكَ يومَ بدرٍ.