التفاسير

< >
عرض

يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ ٱلدِّينِ
١٢
يَوْمَ هُمْ عَلَى ٱلنَّارِ يُفْتَنُونَ
١٣
ذُوقُواْ فِتْنَتَكُمْ هَـٰذَا ٱلَّذِي كُنتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ
١٤
-الذاريات

التفسير الكبير

قَوْلُهُ تَعَالَى: { يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ ٱلدِّينِ }؛ أي يسأَلون متى يكونُ الجزاءُ على وجهِ الإنكار، يقولون: يا مُحَمَّدُ متى يومُ الجزاءِ، تَكذيباً منهم واستهزاءً، فأُجِيبُوا بما يَسُوءُهم، فقيل: { يَوْمَ هُمْ عَلَى ٱلنَّارِ يُفْتَنُونَ }؛ أي يُحرَقون ويُنضَجون ويعذبون بها.
يقالُ: فَتَنْتُ الذهبَ إذا أحرقتُ الغشَّ الذي فيه، والكفارُ غِشٌّ كلُّهم فيُحرَقون، ويقولُ لَهم خَزَنَةُ النار: { ذُوقُواْ فِتْنَتَكُمْ }؛ أي حَرِيقَكم وعذابَكم، { هَـٰذَا ٱلَّذِي كُنتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ }؛ في الدُّنيا تَكذيباً به. وإنَّما لم يقُل: فِتنَتَكم هذهِ؛ لأنَّ الفتنةَ ها هُنا بمعنى العذاب، فردَّ الإشارةَ إلى المعنَى.