التفاسير

< >
عرض

وَفِيۤ أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لَّلسَّآئِلِ وَٱلْمَحْرُومِ
١٩
-الذاريات

التفسير الكبير

قولهُ تعالى: { وَفِيۤ أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لَّلسَّآئِلِ وَٱلْمَحْرُومِ }؛ يعني بذلك الحقِّ الزكاةَ، فليس عليهم مِن سِوَاها، والسائلُ: هو الذي يسأَلُ الناسَ، والْمَحْرُومُ: هو الذي لا يسألُ، يَحْرِمُ نفسَهُ بتركِ سُؤالهِ، ويحرِمهُ الناسُ بتركِ إعطائهِ.
وقال إبراهيمُ: (الْمَحْرُومُ: هُوَ الَّذِي لاَ سَهْمَ لَهُ فِي الْغَنِيمَةِ)، وقال زيدُ بن أسلَم: (هُوَ الْمُصَابُ ثَمَرُهُ أوْ زَرْعُهُ أوْ نَسْلُ مَاشِيَتِهِ)، ويقالُ: هو صاحبُ الحاجةِ بذهاب مالهِ بدليلِ قوله
{ إِنَّا لَمُغْرَمُونَ * بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ } [الواقعة: 66-67].
عن أبي قُلابة قال: كَانَ رَجُلٌ مِنْ أهْلِ الْيَمَامَةِ لَهُ مَالٌ، فَجَاءَ سَيْلٌ فَذهَبَ مَالُهُ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أصْحَاب النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم هَذا الْمَحْرُومُ فَأَقْسَمَ لَهُ). وقال قتادةُ والزهري: (هُوَ الْمُتَعَفِّفُ الَّذِي لاَ يَسْأَلُ)، وقد ذكرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقالَ:
"لاَ يَجِدُ غِنًى يُغْنِيهِ، وَلاَ يُفْطَنُ لِحَاجَتِهِ فَيُتَصَدَّقُ عَلَيْهِ" .
وعن عبدِالله بن عمرَ والشعبيِّ والحسن ومجاهد أنَّهم قالوا: (فِي الْمَالِ حَقٌّ وَاجِبٌ سِوَى الزَّكَاةِ)، وَهِيَ الْحُقُوقُ الَّتِي تَلْزَمُ عِنْدَمَا يُعْرَضُ مِنَ الأَمْوَالِ مِنَ النَّفَقَةِ عَلَى الْوَالِدَيْنِ إذا كَانَا فَقِيرَيْنِ، وَعَلَى ذِي الرَّحِمِ الْمَحْرَمِ، وَمَا يَجِبُ مِنْ إطْعَامِ الْمُضْطَرِّ وَحَمْلِ الْمُنْقَطِعِ وَغَيْرِ ذلِكَ.