التفاسير

< >
عرض

أَعِندَهُ عِلْمُ ٱلْغَيْبِ فَهُوَ يَرَىٰ
٣٥
أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَىٰ
٣٦
وَإِبْرَاهِيمَ ٱلَّذِي وَفَّىٰ
٣٧
-النجم

التفسير الكبير

قَوْلُهُ تَعَالَى: { أَعِندَهُ عِلْمُ ٱلْغَيْبِ فَهُوَ يَرَىٰ }؛ أي يعلَمُ أن صاحبَهُ يتحمَّلُ عنه عذابَهُ. قَوْلُهُ تَعَالَى: { أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَىٰ * وَإِبْرَاهِيمَ ٱلَّذِي وَفَّىٰ }؛ معناهُ: ألَمْ يُخبَرْ بما كان مَكتوباً في صُحف، موسَى؛ يعني التوراةَ، وما فِي صُحف إبراهيم { ٱلَّذِي وَفَّىٰ } أي تَمَّمَ وأكملَ ما أُمِرَ بهِ. وَقِيْلَ: معناهُ: وإبراهيمَ الذي بلَّغَ قومَهُ وأدَّى إليهم ما أُمِرَ به.
وَقِيْلَ: أكملَ ما يجبُ للهِ عليه من الطاعةِ في كلِّ ما أُمر به وامتُحِنَ به كما في قولهِ تعالى:
{ وَإِذِ ٱبْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ } [البقرة: 124]. وَقِيْلَ: معنى ذلك: أنَّهُ كان عَاهدَ أنْ لا يسألَ مَخلوقاً قطُّ خَوْفاً بذلك، حتى قالَ له جبريلُ في الوقتِ الذي أرادَ قومهُ أنْ يُلقوه في النار: هَلْ لَكَ حَاجَةٌ؟ أجَابَهُ: أمَّا إلَيْكَ فَلاَ. وَقِيْلَ: معناهُ: وفي رُؤياه وقَدِمَ بذبحِ ابنه. وَقِيْلَ: أدَّى الأمانةَ ووفَّى شأنَ المناسكِ.