التفاسير

< >
عرض

ذُو مِرَّةٍ فَٱسْتَوَىٰ
٦
وَهُوَ بِٱلأُفُقِ ٱلأَعْلَىٰ
٧
-النجم

التفسير الكبير

قَوْلُهُ تَعَالَى: { ذُو مِرَّةٍ فَٱسْتَوَىٰ }؛ أي جبريل عليه السلام ذو قوَّةٍ وشدَّةٍ في خَلقهِ. وَقِيْلَ: ذُو مَنظَرٍ حسَنٍ، قال قطرب: (يَقُولُ الْعَرَبُ لِكُلِّ جَزِلِ الرَّأيِ حَصِيفِ الْعَقْلِ: ذُو مِرَّةٍ). قال الشاعرُ:

قَدْ كُنْتُ قَبْلَ لِقَائِكُمْ ذا مِرَّةٍ عِنْدِي لِكُلِّ مُخَاصِمٍ مِيزَانُهُ

وكان من جَزَالَةِ رأيه وحصافة عقلهِ إنَّ اللهَ تعالى ائتمنَهُ على تبليغِ وَحيهِ إلى جميعِ رُسلهِ.
وقولهُ تعالى: { فَٱسْتَوَىٰ } يعني جبريلَ، وَقِيْلَ: المعنى: { ذُو مِرَّةٍ } أي ذُو مُرورٍ في الجوِّ مُنحَدرٍ أو صاعدٍ على السُّرعة. وقولهُ تعالى: { فَٱسْتَوَىٰ } أي فانتصبَ وَاقعاً على صورةِ الملائكةِ التي خلقَهُ اللهُ عليها، فرآهُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم مُنتَصباً في السَّماء بعدَ أن كان مُسرِعاً، فاستوَى في أفُقِ المشرقِ في رَأيِ العينِ، كما رُوي في الحديثِ:
"أنَّهُ طَبَقَ الأُفُقَ كُلَّهُ بكَلْكَلِهِ، لَهُ سِتُّمِائَةِ جَنَاحٍ فِيهَا ألْوَانٌ زَاهِرَةٌ، وَتَتَنَافَرُ مِنْهُ الدُّرَرُ" . وذلك قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَهُوَ بِٱلأُفُقِ ٱلأَعْلَىٰ }؛ يعني جانبَ المشرقِ وهو فوق جانب المغرب.