التفاسير

< >
عرض

تَنزِعُ ٱلنَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ
٢٠
-القمر

التفسير الكبير

قَوْلُهُ تَعَالَى: { تَنزِعُ ٱلنَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ }؛ أي تَقلَعُ الناسَ من الأرضِ من تحتِ أقدامِهم، ثم تَرمِي بهم على رُؤوسِهم فتدقُّ رقابَهم وتقطعُ أعناقَهم، فتُبقِي أجسادَهم كأنَّها أعجازُ نخلٍ مُقَطَّعٍ.
ويقالُ في معنى { تَنزِعُ ٱلنَّاسَ } لأنَّهم ضُرِبُوا بأرجُلِهم في الأرضِ فغَيَّبوها إلى قريبٍ مِن رُكوبهم وقالوا: قُل للرِّيحِ حتى يرفَعنا، فجُعلت الريحُ تدخلُ تحتَ أقدامِهم وترفعُ كلَّ اثنين وتضرِبُ بأحَدِهما إلى الآخرِ في الهواء، ثم تُلقِِيهما في الوادِي، والباقون ينظُرون إليهم حتى رفَعتهم كُلَّهم وصيَّرتْهم في الأرضِ { كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ } أي سَاقِطٍ، ثم رَمَت بالتُّراب عليهم، فكان يُسمَعُ أنِينُهم من تحتِ التُّراب.
يقالُ: قَعَرَ النَّخلةَ إذا قلَعتَها من أصلِها حتى تسقُطَ، شبَّهَهم في طُولِهم حين صرَعتهم الريحُ وكَبَّتْهُم على وُجوهِهم بالنَّخلة الساقطةِ على الأرضِ التي ليس لها رُؤوس، وذلك أنَّ الريح قَلعَتْ رُؤوسَهم أوَّلاً ثم كبَّتهم على وُجوهِهم.