التفاسير

< >
عرض

وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلصِّدِّيقُونَ وَٱلشُّهَدَآءُ عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَآ أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلْجَحِيمِ
١٩
-الحديد

التفسير الكبير

قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلصِّدِّيقُونَ }؛ واحدُهم صِدِّيقٌ وهو الكثيرُ الصِّدقِ، والصِّدِّيقُونَ لَمْ يَشُكُّوا في الرُّسل حين أخبَرُوهم، ولم يُكذِّبُوهم ساعةَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَٱلشُّهَدَآءُ عِندَ رَبِّهِمْ }؛ قال بعضُهم: تمامُ الكلامِ عند قولهِ { ٱلصِّدِّيقُونَ }، ثم ابتدأ فقالَ: { وَٱلشُّهَدَآءُ عِندَ رَبِّهِمْ } وخبرهُ: { لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ }؛ والشهداءُ على هذا القولِ يحتملُ أنَّ المرادَ بهم الأنبياءُ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ الذين يَشهَدُون يومَ القيامةِ لِمَن صدَّقَ بالتصديقِ وعلى مَن كذبَ بالتكذيب، ويحتملُ أنَّ المرادَ بهم الذين قُتِلُوا في سبيلِ الله.
وقال بعضُهم: وقوله { وَٱلشُّهَدَآءُ } عطفٌ على الصِّدِّيقِينَ ومعنى: الشُّهداء على سائرِ المؤمنين، ففي الحديثِ:
"الْمُؤْمِنُونَ شُهَدَاءُ اللهِ فِي أرْضِهِ" . وقالَ صلى الله عليه وسلم: "كُلُّ مُؤمِنٍ شَهِيدٌ" . { وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَآ أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلْجَحِيمِ }.