التفاسير

< >
عرض

إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحَآدُّونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُواْ كَمَا كُبِتَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنزَلْنَآ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ
٥
يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ ٱللَّهُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوۤاْ أَحْصَاهُ ٱللَّهُ وَنَسُوهُ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ
٦
-المجادلة

التفسير الكبير

قولهُ تعالى: { إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحَآدُّونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُواْ كَمَا كُبِتَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } معناهُ: إنَّ الذين يخالِفُون اللهَ ورسولَهُ في الدِّين، ويصِيرُون في حدٍّ غير الحدِّ الذي فيه أولياءُ اللهِ، أُذِلُّوا وأُخْزُوا بالعذاب كما أُذِلَّ الذين أشرَكُوا من قَبلِ أهلِ مكَّة، مِن الذين خالَفُوا الأنبياءَ صلواتُ اللهِ عليهم.
والْكَبْتُ في اللغة: الكَبُّ، ومنه كَبَتَ اللهُ عدُوَّكَ. وَقِيْلَ: معناهُ: كُبدُوا أي ضُرِبُوا على أكبَادِهم، فقُلبت الدالُ تاءً.
قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَقَدْ أَنزَلْنَآ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ }؛ أي فرائضَ معروفةٍ، { وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ }؛ أي ولِمَن لم يعمَلْ بها ولم يصدِّقْ بها عذابٌ مُهِينٌ. ثم بيَّن ذلك العذابَ فقالَ تعالى: { يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ ٱللَّهُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوۤاْ }؛ ويَجزِيهم عليه، وقولهُ تعالى: { أَحْصَاهُ ٱللَّهُ وَنَسُوهُ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ }؛ مما يجبُ لهم وعليهم، { شَهِيدٌ }؛ عالِمٌ.