التفاسير

< >
عرض

هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِي لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْمَلِكُ ٱلْقُدُّوسُ ٱلسَّلاَمُ ٱلْمُؤْمِنُ ٱلْمُهَيْمِنُ ٱلْعَزِيزُ ٱلْجَبَّارُ ٱلْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ ٱللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ
٢٣
-الحشر

التفسير الكبير

قَوْلُهُ تَعَالَى: { هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِي لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْمَلِكُ ٱلْقُدُّوسُ ٱلسَّلاَمُ ٱلْمُؤْمِنُ ٱلْمُهَيْمِنُ ٱلْعَزِيزُ ٱلْجَبَّارُ ٱلْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ ٱللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ }؛ القُدُّوسُ: هو الظاهرُ عن كلِّ عيبٍ، المنَزَّهُ عن كلِّ ما لا يليقُ به. والسَّلاَمُ: هو الذي سَلِمَ من كلِّ نقصٍ وعيب، وَقِيْلَ: هو الذي سَلِمَ العبادُ من ظُلمهِ.
والْمُؤْمِنُ: هو الذي أمِنَ أولياؤهُ عذابَهُ. والْمُهَيْمِنُ: هو الشهيدُ على عبادهِ بأعمالهم، ومنه قَوْلُهُ تَعَالَى:
{ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ } [المائدة: 48] أي شَاهِداً عليه، ويقالُ: هَيْمَنَ يُهَيْمِنُ فهو مُهَيْمِنٌ، إذا كان رَقِِيباً على الشيءِ.
والْعَزِيزُ: الممتنعُ الذي لا يغلِبهُ شيءٌ ولا يُمنَعُ من مُرادهِ. والْجَبَّارُ: هو العظيمُ، وجَبَرُوتُ اللهِ عَظَمَتهُ، ويجوزُ أن يكون فَعَّالاً من جَبَرَ إذا أغنَى الفقيرَ وأصلحَ الكسيرَ. ويجوزُ أن يكون من جَبَرَهُ على كذا اذا أكرهَهُ على ما أرادَ. قال السديُّ ومقاتل: (هُوَ الَّذِي يَقْهَرُ النَّاسَ وَيُجْبرُهُمْ عَلَى مَا يَشَاءُ). والْمُتَكَبرُ: هو المستحقُّ لصفاتِ التعظيمِ وهو من الكِبْرِيَاءِ، وإنما تُذمُّ صفةُ المتكبر في الناسِ لأنه يُنْزِلْ نفسَهُ منْزِلَةً لا يستحقُّها.
قَوْلُهُ تَعَالَى: { هُوَ ٱللَّهُ ٱلْخَالِقُ ٱلْبَارِىءُ ٱلْمُصَوِّرُ }؛ الْخَالِقُ: هو الْمُنْشِئُ للأعيانِ. والبَارئُ: الْمُقَدِّرُ والْمُسَوِّي لها، والبَرِيَّةُ: الْخَلْقُ، وبَرَيْتُ القلمَ إذا سوَّيتهُ. والْمُصَوِّرُ: النَّاقِشُ كيف يشاءُ، يعني الْمُمَثِّلُ للمخلوقاتِ بالعلاماتِ المميَّزة والهيئاتِ المتفرِّقة.