التفاسير

< >
عرض

قَدْ جَآءَكُمْ بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَآ أَنَاْ عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ
١٠٤
-الأنعام

التفسير الكبير

قَوْلُهُ تَعَالَى: { قَدْ جَآءَكُمْ بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ }؛ أي جاءَكُمْ الْقُرْآنُ الذي فيه الْبَيَانُ. والبَصَائِرُ: جَمْعُ الْبَصِيْرَةِ؛ وهي الْحُجَّةُ الْبَيِّنَةُ، فَمَنْ أبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ نفعهُ، { وَمَنْ عَمِيَ }؛ عنِ الْحَقِّ وَالقُرْآنِ؛ { فَعَلَيْهَا }؛ فَعَلَى نفسهِ ضَرَرُ ذلكَ، { وَمَآ أَنَاْ عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ }؛ أي برَقِيْبٍ أحْفَظُ أعمالَكُم وأجازيكم عليها، فإنَّ اللهَ يجازيكُم على أعمالِكم.
وَقِيْلَ: معناهُ: لستُ عليكم بحَفِيْظٍ فأَحُولَ بينَكم وبينَ إضْرَاركُمْ بأنفسكم، وإنَّما أنا رسولٌ أُبَلِّغُكُمْ رسَالاَتِ رَبكُمْ وهو الحفيظُ عليكم، لا يخفَى عليهِ شيءٌ من أعمالكم.