التفاسير

< >
عرض

قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ ٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ قُلْ لاَّ أَتَّبِعُ أَهْوَآءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذاً وَمَآ أَنَاْ مِنَ ٱلْمُهْتَدِينَ
٥٦
-الأنعام

التفسير الكبير

قَوْلُهُ تَعَالَى: { قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ ٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ }؛ أي قل يا مُحَمَّد لِعُيَيْنَةَ وأصحابه: إنِّي نُهِيتُ عن عبادةِ الذي تعبدون من الأصنام مِنْ دُونِ اللهِ، { قُلْ لاَّ أَتَّبِعُ أَهْوَآءَكُمْ }؛ فإِنَّكم قد عَبَدْتُمُوهُ وسألتموهُ طردَ سلمان وبلالَ وأصحابَهما عن طريق الهدَى، لا على طريق البيِّنة والبرهانِ، وقَوْلُهُ تَعَالَى: { قَدْ ضَلَلْتُ إِذاً }؛ أي قد ضَلَلْتُ إنْ عبدتُها؛ معناهُ إن فعلتُ ذلك فقد تركتُ سبيلَ الحق، وسلكتُ غيرَ سبيل الهدى.
وقرأ يحيى بن وثَّاب وأبو رجَاء: { قَدْ ضَلَلْتُ } بكسرِ اللام؛ وهما لُغتان؛ إلا أنَّ الفتحَ أفصحُ؛ لأنَّها لغةُ أهلِ الحجاز. وقولهُ: { وَمَآ أَنَاْ مِنَ ٱلْمُهْتَدِينَ }؛ عطفٌ على { ضَلَلْتُ }؛ أي إنْ أتَّبعْ أهواءَكم فما أنا من الذينَ سلكُوا طريقَ الهدى.