التفاسير

< >
عرض

فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ مَا ٱسْتَطَعْتُمْ وَٱسْمَعُواْ وَأَطِيعُواْ وَأَنْفِقُواْ خَيْراً لأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ
١٦
-التغابن

التفسير الكبير

قَوْلُهُ تَعَالَى: { فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ مَا ٱسْتَطَعْتُمْ }؛ أي اتَّقُوا اللهَ جُهدَكم وقَدِّروا سَعيَكم باجتناب محارمهِ وأداء فرائضهِ وجميع طاعاتهِ، { وَٱسْمَعُواْ }؛ ما تُؤمَرون به، { وَأَطِيعُواْ }؛ أمرَ رسولهِ، { وَأَنْفِقُواْ }؛ مِن أموالِكم في طاعةِ الله يكن ذلك، { خَيْراً لأَنفُسِكُمْ }؛ لأنَّ نفعَ الآخرةِ أعظمُ، ويقالُ: الخيرُ ها هنا المالُ، كأنَّهُ قال: أنفِقُوا مَالاً من أموالِكم، وهذه الآية نسَخَتْ قولَهُ تعالى: { ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ } [آل عمران: 102].
وقولهُ تعالى: { وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ }؛ أي من يدفَعْ عنه بُخْلَ نفسهِ فأُولئك هم الْمُزَكُّونَ لطلبتهم. والشُّحُّ الذي في اللغة: منعُ الواجب، ومن الشُّحِّ أن يعمدَ الرجلُ إلى مالِ غيره فيأكلهُ.