التفاسير

< >
عرض

ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلْمَوْتَ وَٱلْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْغَفُورُ
٢
-الملك

التفسير الكبير

قَوْلُهُ تَعَالَى: { ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلْمَوْتَ وَٱلْحَيَاةَ }؛ معناهُ: الذي قدَّرَ الإماتةَ والإحياءَ، { لِيَبْلُوَكُمْ }؛ فيما بين الإحياءِ والإماتةِ، { أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً }؛ اللاَّمُ في ليَبلُوَكم متعلَّقٌ بخلقِ الحياة دون خلقِ الموت، لأنَّ الابتلاءَ في الحياةِ، ومعنى { لِيَبْلُوَكُمْ } أي ليُعامِلَكم معاملةَ المختبر، فيُجازيَكم على ما ظهرَ منكم لا على ما يعلمُ منكم، ومعنى { أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً } أي أحسنُ عَقْلاً وأورَعُ عن محارمِ الله، قال صلى الله عليه وسلم: "أتَمُّكُمْ عَقْلاً أشَدُّكُمْ خَوْفاً للهِ، وَأحْسَنُكُمْ نَظَراً فِيْمَا أمَرَ اللهُ بهِ وَنَهَى عَنْهُ" .
وقال الحسنُ: (مَعْنَاهُ: لِيَبْلُوَكُمْ أيُّكُمْ أزْهَدُ فِي الدُّنْيَا وَأتْرَكُ لَهَا) وارتفعَ { أَيُّكُمْ } على الابتداءِ لأنه بتأْويلِ ألف الاستفهامِ ولا يعملُ فيها ما قبلَها، تقديرهُ: ليَبلُوَكم أنتم أحسنُ عملاً أم غيركم. قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْغَفُورُ }؛ أي العزيزُ بالنقمةِ لِمَن لا يؤمنُ، الغفورُ لِمَن تابَ وآمَنَ.