التفاسير

< >
عرض

قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَّكُمْ لَوْلاَ تُسَبِّحُونَ
٢٨
قَالُواْ سُبْحَانَ رَبِّنَآ إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ
٢٩
-القلم

التفسير الكبير

قَوْلُهُ تَعَالَى: { قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَّكُمْ لَوْلاَ تُسَبِّحُونَ }؛ أي قالَ أعدَلُهم وأفضَلُهم، وَقِيْلَ: أوسطُ الثلاثةِ سِنّاً، قال لَهم: ألَمْ أقُلْ لكم هلاَّ تَستَثْنُونَ في حَلفِكم وقد كان قالَ لَهم ذلك عندَ قسَمِهم.
وإنما أُقيم لفظُ التَّسبيحِ مقامَ الاستثناءِ؛ لأنَّ في الاستثناءِ تعظيمَ اللهِ، والإقرارَ بأنَّ أحداً لا يقدِرُ أن يفعلَ فِعلَهُ إلاَّ بمشيئةِ الله تعالى. ويقالُ: كان استثناءُ القومِ في ذلك الزمان التسبيحُ. ويجوزُ أن يكون معنى التسبيحِ ها هُنا: هلاَّ تُنَزِّهُونَ اللهَ وتستغفرونَهُ من سُوءِ نيَّاتِكم؟ { قَالُواْ }؛ عندما رأوا مِن قدرةِ الله تعالى: { سُبْحَانَ رَبِّنَآ }؛ أي تَنْزيهاً لرَبنا وتعظيماً واستغفاراً له، { إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ }؛ لأنفُسنا بما عَزَمنا عليه من الذهاب بحقوق الفُقراءِ ومَنعِنا لهم.