التفاسير

< >
عرض

فَعَقَرُواْ ٱلنَّاقَةَ وَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُواْ يَاصَالِحُ ٱئْتِنَا بِمَا تَعِدُنَآ إِن كُنتَ مِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ
٧٧
-الأعراف

التفسير الكبير

قَوْلُهُ تَعَالَى: { فَعَقَرُواْ ٱلنَّاقَةَ وَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ }؛ معناه: فَعَقَرُوا النَّاقَةَ التي جعل الله لَهم آيةً ودلالةً على نُبُوَّةِ نَبيِّهِمْ، وقد كان صالحُ عليه السلام قال لَهم: (هَذِهِ نَاقَةُ اللهِ لَكُمْ آيَةً فذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أرْضِ اللهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بسُوءٍ). وإنَّما أضافَها إلى اللهِ على التَّخْصِيْصِ والتَّّفْصِيْلِ، كما يقالُ: بَيْتُ اللهِ.
وَقِيْلَ: أُضيفت إلى اللهِ بأنَّها كانت بالتَّكْوِيْنِ من غير اجتماعِ ذكَرٍ وأُنْثَى ولم تَكُنْ في صُلْبٍ ولا رَحِمٍ، ولم يكن لِلْخَلْقِ فيها سَعْيٌ. قَوْلُهُ تَعَالَى: (آيَةً) نُصِبَ على الحال. وقَوْلُهُ تَعَالَى: { وَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ } أي تَجَاوَزُوا الْحَدَّ في الكفرِ والفساد. { وَقَالُواْ يَاصَالِحُ ٱئْتِنَا بِمَا تَعِدُنَآ }؛ بهِ من العذاب على قَتْلِ النَّاقَةِ، { إِن كُنتَ مِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ }.