مكتبة التفاسير
فهرس القرآن
التفاسير الأكثر قراءة
كتب أخرىٰ
التفاسير العظيمة
التفاسير العظيمة
يحتوي الموقع على 91 تفسير للقرآن الكريم و 25 كتاب في علوم القرآن
English
القائمة
الرئيسية
القرآن والتجويد
التفاسير
علم القراءات
علوم القرآن
بحث وفهارس
كتب متفرقة
تراجم
دراسات قرانية
الإعجاز العلمي
خريطة الموقع
نبذة عنا
خريطة الموقع
>
قائمة التفاسير
>
التفسير
التفاسير
١ الفاتحة
٢ البقرة
٣ آل عمران
٤ النساء
٥ المائدة
٦ الأنعام
٧ الأعراف
٨ الأنفال
٩ التوبة
١٠ يونس
١١ هود
١٢ يوسف
١٣ الرعد
١٤ إبراهيم
١٥ الحجر
١٦ النحل
١٧ الإسراء
١٨ الكهف
١٩ مريم
٢٠ طه
٢١ الأنبياء
٢٢ الحج
٢٣ المؤمنون
٢٤ النور
٢٥ الفرقان
٢٦ الشعراء
٢٧ النمل
٢٨ القصص
٢٩ العنكبوت
٣٠ الروم
٣١ لقمان
٣٢ السجدة
٣٣ الأحزاب
٣٤ سبأ
٣٥ فاطر
٣٦ يس
٣٧ الصافات
٣٨ ص
٣٩ الزمر
٤٠ غافر
٤١ فصلت
٤٢ الشورى
٤٣ الزخرف
٤٤ الدخان
٤٥ الجاثية
٤٦ الأحقاف
٤٧ محمد
٤٨ الفتح
٤٩ الحجرات
٥٠ ق
٥١ الذاريات
٥٢ الطور
٥٣ النجم
٥٤ القمر
٥٥ الرحمن
٥٦ الواقعة
٥٧ الحديد
٥٨ المجادلة
٥٩ الحشر
٦٠ الممتحنة
٦١ الصف
٦٢ الجمعة
٦٣ المنافقون
٦٤ التغابن
٦٥ الطلاق
٦٦ التحريم
٦٧ الملك
٦٨ القلم
٦٩ الحاقة
٧٠ المعارج
٧١ نوح
٧٢ الجن
٧٣ المزمل
٧٤ المدثر
٧٥ القيامة
٧٦ الإنسان
٧٧ المرسلات
٧٨ النبأ
٧٩ النازعات
٨٠ عبس
٨١ التكوير
٨٢ الانفطار
٨٣ المطففين
٨٤ الانشقاق
٨٥ البروج
٨٦ الطارق
٨٧ الأعلى
٨٨ الغاشية
٨٩ الفجر
٩٠ البلد
٩١ الشمس
٩٢ الليل
٩٣ الضحى
٩٤ الشرح
٩٥ التين
٩٦ العلق
٩٧ القدر
٩٨ البينة
٩٩ الزلزلة
١٠٠ العاديات
١٠١ القارعة
١٠٢ التكاثر
١٠٣ العصر
١٠٤ الهمزة
١٠٥ الفيل
١٠٦ قريش
١٠٧ الماعون
١٠٨ الكوثر
١٠٩ الكافرون
١١٠ النصر
١١١ المسد
١١٢ الاخلاص
١١٣ الفلق
١١٤ الناس
<
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30
31
32
33
34
35
36
37
38
39
40
41
42
43
44
45
46
47
48
49
50
51
52
53
54
55
56
57
58
59
60
61
62
63
64
65
66
67
68
69
70
71
72
73
74
75
76
77
78
79
80
81
82
83
84
85
86
87
88
89
90
91
92
93
94
95
96
97
98
99
100
101
102
103
104
105
106
107
108
109
110
111
112
113
114
115
116
117
118
119
120
121
122
123
124
125
126
127
128
129
130
131
132
133
134
135
136
137
138
139
140
141
142
143
144
145
146
147
148
149
150
151
152
153
154
155
156
157
158
159
160
161
162
163
164
165
166
167
168
169
170
171
172
173
174
175
176
177
178
179
180
181
182
183
184
185
186
187
188
189
190
191
192
193
194
195
196
197
198
199
200
201
202
203
204
205
206
>
--- كل المدارس ---
أمهات التفاسير
تفاسير أهل السنة
تفاسير أهل السنة الصوفية
تفاسير أهل السنة السلفية
تفاسير ميسرة
تفاسير الشيعة الإثنى عشرية
تفاسيرالزيدية
تفاسيرالاباضية
تفاسير حديثة
تفاسير مختصرة
--- اختر التفسير---
تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ)
بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ)
النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ)
معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ)
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز/ ابن عطية (ت 546 هـ)
زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ)
تفسير القرآن/ ابن عبد السلام (ت 660 هـ)
مدارك التنزيل وحقائق التأويل/ النسفي (ت 710 هـ)
لباب التأويل في معاني التنزيل/ الخازن (ت 725 هـ)
البحر المحيط/ ابو حيان (ت 754 هـ)
التفسير/ ابن عرفة (ت 803 هـ)
غرائب القرآن و رغائب الفرقان/القمي النيسابوري (ت 728 هـ)
الجواهر الحسان في تفسير القرآن/ الثعالبي (ت 875 هـ)
اللباب في علوم الكتاب/ ابن عادل (ت 880 هـ)
نظم الدرر في تناسب الآيات والسور/ البقاعي (ت 885 هـ)
الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ)
إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم/ ابو السعود (ت 951 هـ)
مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ)
الكشف والبيان / الثعلبي (ت 427 هـ)
تفسير مجاهد / مجاهد بن جبر المخزومي (ت 104 هـ)
الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ)
التسهيل لعلوم التنزيل / ابن جزي الغرناطي (ت 741 هـ)
التفسير الكبير / للإمام الطبراني (ت 360 هـ)
تأويلات أهل السنة/ الماتريدي (ت 333هـ)
حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ)
تفسير سفيان الثوري/ عبد الله سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري الكوفي (ت161هـ)
تفسير النسائي/ النسائي (ت 303 هـ)
تفسير عبد الرزاق الصنعاني مصور /همام الصنعاني (ت 211 هـ)
محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ)
تفسير المنار / محمد رشيد بن علي رضا (ت 1354هـ)
تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ)
كتاب نزهة القلوب/ أبى بكر السجستاني (ت 330هـ)
عرض
فَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَٰقَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِن لاَّ تُحِبُّونَ ٱلنَّٰصِحِينَ
٧٩
-الأعراف
أضف للمقارنة
التفسير الكبير
قَوْلُهُ تَعَالَى: { فَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَٰقَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ }؛ معناه: فأعرضَ صالحُ عنهم حين عَقَرُوا الناقَةَ، وعرفَ أنَّ العذابَ يأتيهم وقال: يَا قَوْمِ لَقَدْ أبْلَغْتُكُمْ رسَالَةَ رَبي وَنَصَحْتُ لَكُمْ في أداءِ الرِّسالةِ إليكُم، { وَلَكِن لاَّ تُحِبُّونَ ٱلنَّٰصِحِينَ }؛ أي مَنْ يَنْصَحُ لَكُمْ.
قال ابنُ عبَّاس: (فَخَرَجَ صَالِحُ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُؤْمِنِيْنَ؛ وَهُمْ مِائَةٌ وَعَشْرَةٌ؛ حَتـَّى إذا فَصَلَ مِنْ عِنْدِهِمْ وَهُوَ يَبْكِي، الْتَفَتَ خَلْفَهُ فَرَأى الدُّخَانَ سَاطِعاً، فَعَرَفَ أنَّ الْقَوْمَ قَدْ هَلَكُواْ، وَكَانَ عَدَدُهُمْ ألْفاً وَخَمْسَمِائَةٍ. فَلَمَّا هَلَكُوا رَجَعَ صَالِحُ وَمَنْ آمَنَ مَعَهُ، فَسَكَنُوا دِيَارَهُمْ حَتَّى تَوَالَدُوا وَمَاتُوا فِيْهَا).
فإن قِيْلَ: قَوْلُهُ تَعَالَى: { فَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَٰقَوْمِ } عطفٌ على قوله:
{ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ }
[الأعراف: 78]؛ فكيف تكونُ الصَّيْحَةُ بعد هلاكِهم؟ قِيْلَ: إنَّ الفاءَ في قوله: { فَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ } للتَّعْقِيْب والإخبار لا لِتَرَادُفِ الحالِ، وهذا راجعٌ إلى حالِ عَقْرِهِمْ الناقةَ، لكنَّ الله ساقَ القِصَّةَ في أمرِهم إلى آخرها، ثم عَطَفَ على ذلكَ ما فعلَهُ صالِحُ للكشفِ عن عُذْرهِ في مسألةِ إنزال العذاب بهم بعدَ كَثْرَةِ نُصْحِهِ لَهم وإصرارهم على فعلهم. وجوابُ إخوانهِ لا يَمْنعُ أنَّ صالِحاً قالَ هذا القولَ بعد هلاكِ القومِ لِيَعْتَبرَ بذلكَ مَن كانَ معهُ من المؤمنينَ.
فَصْلٌ: وقصَّتُهم ما حكاهُ السُّدِّيُّ وغيرهُ: (أنَّ عاداً لَمَّا هلكت عَمَّرَتْ ثَمودُ بعدَها، واستُخْلِفُوا في الأرضِ، فَنَزلُوا فيها وكَثُرُوا، وكانوا في سَعَةٍ من عيشِهم، فَعَتَوا على اللهِ، وأفسَدُوا في الأرضِ وعَبَدُوا غيرَ اللهِ، فبعثَ اللهُ إليهم صالِحاً من أوْسَطِهِمْ نَسَباً، فدعاهُم إلى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ حتى شَمَطَ وَكَبرَ ولا يَتْبَعُهُ منهم إلا قليلٌ مستضعفونَ.
فلما ألَحَّ عليهم في الدُّعاء والتَّخويفِ سألوه أنْ يُرِيَهُمْ آيةً تكونُ مِصْدَاقاً لقولهِ، فقال لَهم: أيُّ آيةٍ تريدون؟ فأشارُوا له إلى صخرةٍ منفردة من ناحية الْحِجْرِ، وقالوا لهُ: أخْرِجْ لنا من هذه الصَّخْرةِ ناقةً جَوْفَاءَ عَشْرَاءَ، فإنْ فَعَلْتَ آمَنَّا بكَ وصدَّقناكَ.
فأخذ عليهم صالِحُ
عليه السلام
المواثيقَ، فَفَعَلُوا، فصلَّى رَكعتين ودَعَا رَبَّهُ، فَتَمَخَّضَتِ الصخرةُ تَمَخُّضَ النَّتُوجِ بولدِها، ثم تَحَرَّكَتْ وانصدعَتْ عن ناقةِ عَشْرَاءَ جَوْفَاءَ، كما وَصَفُوا وهم ينظرون، ثم نَتَجَتْ سقياءَ مِثْلَهَا في الْعِظَمِ، فلمَّا خرجت الناقةُ قال لَهم صالِحُ: هذه ناقةٌ لها شِرْبٌ ولكم شِرْبٌ يَوْمٍ معلومٍ.
فمكثَتِ الناقةُ ومعها سَقبُها في أرضِ ثمود ترعَى الشَّجَرَ وتشربُ الماءَ، فكانت تَرِدُ الماءَ غِبّاً، فإذا كان يومُها وضعت رأسَها في بئرٍ يقال لها بئْرُ النَّاقَةِ، فما ترفعُها حتى قد شَرِبَتْ كلَّ ما فيها، لا تدعُ قطرةً واحدة، ثم ترفعُ رأسَها فَتَنْفَشِجُ كما تَنْفَحِجُ لَهم، فيحلبونَ ما شاءُوا من لَبَنِهَا، فيشربون ويدَّخِرُون، ويَمْلأُونَ آنِيَتَهُمْ كلَّها، ثم تصدرُ من على الفَجِّ الذي وردت منه؛ لأنَّها لا تعد أن تصدرَ من ماءٍ تردُ لضيقة. قال أبو موسَى الأشعريُّ: أتَيْتُ أرْضَ ثَمُودٍ فَذرَعْتُ مَصْدَرَ النَّاقَةِ، فَوَجَدْتُهُ سِتِّيْنَ ذِرَاعاً.
وكانوا إذا جاءَ يومُهم وَرَدُوا الماءَ فيشربون ويسقُونَ مواشِيهم، ويدَّخِرُون من الماءِ ما يكفيهم اليومَ الثانِي، فكانوا كذلك، وكانتِ الناقةُ إذا رأتْها مواشيهم تَنْفِرُ منها، وكانتِ الناقةُ ترعَى في وَادِي الْحِجْرِ، فَكَبُرَ ذلكَ على أهلِ المواشي منهُم، فاجتمَعُوا وتشاوَرُوا على عَقْرِ الناقةِ.
وكان في ثَمُودَ امرأةٌ يقال لها: صَدُوقُ، وكانت جميلةَ الْخَلْقِ غنيَّةً ذاتَ إبلٍ وبقر وغنمٍ، وكانت مِن أشَدِّ الناسِ عداوةً لصالِحٍ
عليه السلام
، وكانت تُحِبُّ عقرَ الناقةِ؛ لأنَّها أضَرَّتْ بمواشيها، فطلبَتْ مِن ابْنِ عمٍّ لَها يقالُ له: مُصْدَعٌ، وجعلت لهُ نَفْسَها إنْ عَقَرَ الناقةَ، وكانت مِن أحْسَنِ الناسِ وأكثرِهم مالاً، فأجابَها إلى ذلكَ. ثُمَّ طلبَتْ قدار بن سالف، وكان رجلاً أحمرَ أزرقَ قصيراً يزعمون أنه وَلَدُ زنَى، ولكنَّهُ وُلِدَ على فراشِ سالف، فقالَتْ لهُ: يا قدارُ؛ أُزَوِّجُكَ أيَّ بناتِي شِئْتَ على أن تَعْقِرَ الناقةَ، وكان مَنِيْعاً في قومهِ، فأجابَها أيضاً.
فانطلقَ قدار ومُصْدَعٌ فاسْتَغْوَوا غُوَاةَ ثَمُودٍ، فأتاهُم تِسْعَةُ رَهْطٍ، فاجتمعوا على عَقْرِ الناقةِ، فأوحَى اللهُ إلى صالِحٍ: أنَّ قومَكَ سَيَعْقِرُونَ النَّاقَةَ. فقال لَهم صالِحُ بذلك، فقالوا: ما كُنَّا لنفعلَ. ثم تَقَاسَمُوا باللهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأهْلَهُ. وقالوا: نَخْرُجُ فيرَى الناسُ أنا قد خَرَجْنَا إلى سَفَرٍ، فنأتِي الغَارَ فنكونُ فيه، حتى إذا كان الليلُ وخرجَ صالِحُ إلى مسجدهِ قَتَلْنَاهُ، ثم رجعنَا إلى الغَار فَكُنَّا فيهِ، فإذا رجعنَا قُلْنَا: ما شَهِدْنَا مَهْلِكَ أهْلِهِ وَإنَّا لَصَادِقُونَ؛ أي يعلمونَ أنَّا خرجنَا في سَفَرٍ لنا.
وكان صالِحُ
عليه السلام
لاَ ينامُ في القريةِ، وكان له مسجدٌ خارجَ القريةِ يقال له: مَسْجِدُ صَالِحٍ يبيتُ فيه، فإذا أصبحَ أتاهم وَوَعَظَهُمْ، فإذا أمسَى خرجَ إلى المسجدِ. فانطلَقُوا ودخلُوا الغَارَ، فلما كان بالليلِ سَقَطَ عليهم الغَارُ فقتلَهم، فلما أصبحُوا رآهم رجلٌ فصاحَ في القريةِ فقال: ما رَضِيَ صالِحُ حتى قتَلَهم، فاجتمعَ أهلُ القرية على عَقْرِ النَّاقَةِ).
وقال ابنُ إسْحَاقٍ: (إنَّمَا اجْتَمَعَ التِّسْعَةُ الَّذِيْنَ عَقَرُوا النَّاقَةَ، فَقَالُوا: هَلُمَّ لِقَتْلِ صَالِحٍ، فَإنْ كَانَ صَادِقًاً فَأَعْجَلْنَا قَتْلَهُ، وَإنْ كَانَ كَاذِباً ألْحَقْنَاهُ بنَاقَتِهِ. فأَتَوهُ لَيْلاً لِيُبَيِّتُوهُ فِي أهْلِهِ، فَدَمَغَتْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ بالْحِجَارَةِ).
وقال بعضُهم: انطلقَ قدار ومُصْدَعُ وأصحابُهما التسعةُ، فرَصَدُوا الناقةَ حين صَدَرَتْ على الماءِ، وقد كَمَنَ بها قدار في أصلِ صَخْرَةٍ على طريقِها، وَكَمَنَ لَها مُصْدَعُ في أصلِ صخرةٍ أُخرى، فَمَرَّتْ على مُصْدَعٍ فرمَاهَا بسهمٍ، فانتظمَ به عَضَلَةَ ساقِهَا، ثم خَرجَ قدار فَعَقَرَهَا بالسَّيفِ، فَجَرَتْ تَرْغُو، ثم طَعَنَهَا في لُبَّتِهَا ونَحَرَهَا، وخرجَ أهلُ البلدِ واقتسموا لَحْمَهَا. فلما رَآها سَقْبُهَا على ذلكَ، هَرَبَ يَرْغُو فَرَغَا ثلاثاً ودموعهُ تنحدرُ حتى أتَى الصخرةَ التي خُلِقَ منها، فانفتحَتْ لهُ فَدَخَلَهَا.
فبلغَ صَالِحاً
عليه السلام
عَقْرُ النَّاقَةِ، فأقبلَ إليهم، فجعلُوا يعتذرون إليهِ ويقولون: إنَّما عَقَرَهَا فلانٌ ولا ذنْبَ لنا. فقال صالِحُ: أُنْظُرُوا؛ هل تُدْرِكُونَ سَقْبَهَا؟ فإنْ أدركتموهُ فعسى أن يُرْفَعَ عنكم العذابُ. فخرجُوا في طلبهِ فلم يجدوهُ، فقالَ صَالِحُ: يا قومِ؛ لكلِّ دعوةٍ أجَلٌ؛ يا قوم تَمَتَّعُوا فِي دَاركُمْ ثَلاَثَةَ أيَّامٍ، ذلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ.
وقال ابن إسحاق: (عَقَرُوا النَّاقَةَ وَسَقْبَهَا، وَألْقَوا لَحْمَهُ وَلَحْمَ أُمِّهِ، فَقَالَ لَهُمْ صَالِحُ: أبْشِرُوا بعَذاب اللهِ وَنِقْمَتِهِ. فَقَالُواْ لَهُ: وَمَا عَلاَمَةُ ذلك؟ قَالَ: تُصْبحُونَ غَداً وُجُوهُكُمْ مُصْفَرَّةٌ، وَبَعْدَ غَدٍ مُحْمَرَّةٌ، وَبَعْدَ ذلِكَ مُسْوَدَّةٌ. وَكَانُوا عَقَرُوهَا يَوْمَ الأَرْبعَاءِ.
فأَصْبَحُوا يَوْمَ الْخَمِيْسِ كَأَنَّ وُجوهَهُمْ طُلِيَتْ بزَعْفَرَانٍ؛ صَغِيرْهُمْ وَكَبيْرُهُمْ؛ وَذكَرُهُمْ وَأُنْثَاهُمْ، فَأَيْقَنُوا بالْعَذاب، وَعَلِمُوا أنّ صَالِحاً قَدْ صَدَقَ، فَطَلَبُوهُ لِيَقْتُلُوهُ، فَهَرَبَ مِنْهُمْ وَاخْتَفَى فِي مَوْضِعٍ فَلَمْ يَجِدُوهُ، فَجَعَلُوا يُعَذِّبُونَ أصْحَابَهُ الَّذِيْنَ آمَنُوا مِنْهُمْ لِيَدُلُّوهُمْ عَلَيْهِ.
فَلَمَّا أصْبَحُوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ أصْبَحَتْ وُجُوهُهُمْ مُحْمَرَّةً كَأنَّهَا خُضِّبَتْ بالدِّمَاءِ؛ فَصَاحُوا بأَجْمَعِهمْ وَضَجُّوا وَبَكَوا، وَعَرَفُوا أنَّ الْعَذابَ قَدْ دَنَا إلَيْهِمْ، وَجَعَلَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ يُخْبرُ الآخَرَ بمَا يَرَى فِي وَجْهِهِ. ثُمَّ أصْبَحُوا يَوْمَ السَّبْتَ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ كَأنَّمَا طُلِيَتْ بالْقار وَالنِّيْلِ، فَصَاحُوا جَمِيْعاً: ألاَ قَدْ حَضَرَ الْعَذابُ.
فَلَمَّا أصْبَحُوا يَوْمَ الأَحَدِ، خَرَجَ الْمُسْلِمُونَ إلَى صَالِحٍ
عليه السلام
، فَمَضَى بهِمْ إلَى الشَّامِ، فَلَمَّا اشْتَدَّ الضَّجُّ يَوْمَ الأَحَدِ، أتَتْهُمْ صَيْحَةٌ مِنَ السَّمَاءِ عَظِيْمَةً، فِيْهَا صَوْتُ كُلِّ صَاعِقَةٍ، فَانْفَطَرَتْ قُلُوبُهُمْ فِي صُدُورِهِمْ وَتَقَطَّعَتْ، فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ كَبيْرٌ وَلاَ صَغِيرٌ إلاَّ هَلَكَ، كَمَا قَالَ اللهُ تَعَالَى:
{ إِنَّآ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُواْ كَهَشِيمِ ٱلْمُحْتَظِرِ }
[القمر: 31].
وعن جابرِِ بنِ عبدِاللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا؛ قال:
"لَمَّا مَرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بالْحِجْرِ فِي غَزْوَةِ تَبُوكٍ - يَعْنِي مَوَاضِعَ ثَمُودٍ - قَالَ لأَصْحَابهِ: لاَ يَدْخُلَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ هَذِهِ الْقَرْيَةَ إلاَّ أنْ تَكُونُوا بَاكِيْنَ أنْ يُصِيْبَكُمْ مِثْلَ مَا أصَابَهُمْ ثُمَّ قَالَ: لاَ تَسْأَلُوا رَُسُولَكُمُ الآيَاتِ، فَإنَّ هَؤُلاَءِ قَوْمُ صَالِحٍ سَأَلُوا رَسُولَهُمْ الآيَةَ، فَبَعَثَ اللهُ إلَيْهِمُ النَّاقَةَ، فَكَانَتْ تَرِدُ مِنْ هََذا الْفَجِّ؛ وَتَصْدُرُ مِنْ هَذا الْفَجِّ؛ فَتَشْرَبُ مَاءَهُمْ يَوْمَ وُرُودِهَا وَأرَاهُمْ مُرْتَقَى الْفَصِيْلِ حِينَ ارْتَقَى، ثُمَّ أسْرَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم السَّيْرَ حَتَّى جَاوَزُوا الْوَادِي"
.
وعن رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم
"أنَّهُ قَالَ لِعَلِيٍّ
رضي الله عنه
: أتَدْري مَنْ أشْقَى الأََوَّلِيْنَ؟ قَالَ: اللهُ وَرَسُولُهُ أعْلَمُ، قَالَ: عَاقِرُ النَّاقَةِ. ثُمَّ قَالَ: أتَدْرِي مَنْ أَشْقَى الآخِرِيْنَ؟ قَالَ: اللهُ وَرَسُولُهُ أعْلَمُ، قَالَ: قَاتِلُكَ!"
.
x
x
x
x
x
x
x
x
x
x
اختر كتب التفسير المراد اضافتها للمقارنة :
--- كل المدارس ---
أمهات التفاسير
تفاسير أهل السنة
تفاسير أهل السنة الصوفية
تفاسير أهل السنة السلفية
تفاسير ميسرة
تفاسير الشيعة الإثنى عشرية
تفاسيرالزيدية
تفاسيرالاباضية
تفاسير حديثة
تفاسير مختصرة
موافق
أعلى الصفحة
2024 © جميع الحقوق محفوظة