التفاسير

< >
عرض

إِنَّ لَدَيْنَآ أَنكَالاً وَجَحِيماً
١٢
وَطَعَاماً ذَا غُصَّةٍ وَعَذَاباً أَلِيماً
١٣
يَوْمَ تَرْجُفُ ٱلأَرْضُ وَٱلْجِبَالُ وَكَانَتِ ٱلْجِبَالُ كَثِيباً مَّهِيلاً
١٤
-المزمل

التفسير الكبير

قَوْلُهُ تَعَالَى: { إِنَّ لَدَيْنَآ أَنكَالاً وَجَحِيماً }؛ أي إنَّ عندَنا في الآخرةِ لَهم قُيوداً وأغلاَلاً، واحِدُها نَكْلٌ؛ وهو القَيْدُ من الحديدِ لا يُحَلُّ. وقوله تعالى: { وَطَعَاماً ذَا غُصَّةٍ } أي لا يَسُوغُ في الحلقِ، يعني الزَّقُّومَ. وقال عكرمةُ: ((شَوْكٌ يَأْخُذُ بالْحَلْقِ، لاَ يَدْخُلُ وَلاَ يَخْرُجُ))، وقال الزجاجُ: ((يَعْنِي الضَّرِيعَ)). وَقِيْلَ: طعامٌ يأخذُ بحُلُوقِهم لِخُشُونَتِهِ وحرارتهِ، لا ينْزِلُ فيها بل تضيقُ أنفَاسُهم عنها فيختَنِقُونَ بها.
قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَعَذَاباً أَلِيماً * يَوْمَ تَرْجُفُ ٱلأَرْضُ وَٱلْجِبَالُ }؛ أخبرَ اللهُ تعالى أنَّ هذا العذابَ المذكورَ يكون في يومٍ ترجفُ الأرضُ والجبال؛ أي تُزَلْزَلُ وتُحَرَّكُ، وهو يومُ القيامةِ. والرَّاجِفَةُ: من أسماءِ القيامة. وقَوْلُهُ تَعَالَى: { وَكَانَتِ ٱلْجِبَالُ كَثِيباً مَّهِيلاً }؛ أي رَمْلاً سَائلاً، يقالُ: ترابٌ مَهِيلٌ ومَهْيُولٌ؛ أي مَصْبُوبٌ ومُرسَلٌ. والكَثِيبُ: القطعةُ العظيمةُ من الرَّملِ إذا حُرِّكَ أسفَلُها انْهَالَ أعلاهَا.