التفاسير

< >
عرض

فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِن كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ ٱلْوِلْدَانَ شِيباً
١٧
-المزمل

التفسير الكبير

قَوْلُهُ تَعَالَى: { فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِن كَفَرْتُمْ يَوْماً }؛ أي بأيِّ شيءٍ تتحصَّنون من عذاب يومِ القيامة إنْ كفَرتُم في الدُّنيا ولم تُؤمِنُوا برَسُولِكم. قَوْلُهُ تَعَالَى: { يَجْعَلُ ٱلْوِلْدَانَ شِيباً }؛ معناهُ: فكيف تتَّقُونَ إنْ كفَرتُم عذابَ يومٍ يجعلُ الولدانَ شِيْباً؛ أي تشيبُ الصِّغَارُ في ذلكَ اليومِ، وذلك حين يسمَعُون النداءَ: "يَا آدَمُ ابْعَثْ بَعْثَكَ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ إلَى النَّار، مِنْ كُلِّ ألْفٍ وَاحِدٌ إلَى الْجَنَّةِ وَالْبَاقِي إلَى النَّار، فَعِنْدَ ذلِكَ يَشِيبُ الصَّغِيرُ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ أيُّنَا ذلِكَ الْوَاحِدُ؟ فَقَالَ: إنِّي أرْجُو أنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أهْلِ الْجَنَّةِ فَكَبَّرُوا وَحَمَّدُواْ، فَقَالَ: إنِّي أرْجُو أنْ تَكُونُوا نِصْفَ أهْلِ الْجَنَّةِ فَكَبَّرُوا وَحَمَّدُواْ، فَقَالَ: مَا أنْتُمْ فِي النَّاسِ إلاَّ كَالشَّعْرَةِ الْبَيْضَاءِ فِي جِلْدِ الثَّوْر الأَسْوَدِ" .