التفاسير

< >
عرض

ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً
١١
وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَّمْدُوداً
١٢
-المدثر

التفسير الكبير

قَوْلُهُ تَعَالَى: { ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً }؛ يعني الوليدَ بن المغيرةِ المخزومي خلَقتهُ في بطنِ أُمِّه وَحيداً فَريداً لا مالَ له ولا ولدَ؛ أي كِلْ إلَيَّ أمرَ مَن خلقتهُ فَريداً بلا مالٍ ولا ولدٍ، { وَجَعَلْتُ لَهُ }؛ ثم أعطيتهُ بعد ذلك، { مَالاً مَّمْدُوداً }؛ أي كثيراً يُمَدُّ بالنَّماء كالزرعِ والضَّرع والتجارةِ، قال عطاءُ: (مَا بَيْنَ مَكَّةَ إلَى الطَّائِفِ مِنَ الإبلِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَعَبيدٍ وَجَوَارٍ). وَقِيٍل: معنى قولهِ { مَالاً مَّمْدُوداً } يأتِي شَيئاً بعدَ شيءٍ غيرُ منقطعٍ.
وقد اختلَفُوا في مبلغِ ماله، قال مجاهدُ وسعيد بن جبير: ((مِائَةُ ألْفِ مِثْقَالٍ))، وقال سفيانُ الثوري: ((ألْفُ ألْفُ مِثْقَالٍ))، وقال مقاتلُ: ((كَانَ لَهُ بُسْتَانٌ فِي الطَّائِفِ لا َتَنْقَطِعُ ثِمَارُهَا شِتَاءً وَلاَ صَيْفاً)).