التفاسير

< >
عرض

وَٱلنَّازِعَاتِ غَرْقاً
١
-النازعات

التفسير الكبير

أقسَمَ اللهُ بالملائكةِ إعْظَاماً لَهم، وللهِ أنْ يُقسِِمَ بغيرهِ، وليس للعبادِ أنْ يُقسِمُوا إلاَّ به. ويجوزُ أن يكونَ القسَمُ ها هُنا برب الملائكةِ، كأنَّهُ قالَ: ورَب النازعاتِ. والنَّازعَاتُ: الملائكةُ الذين ينْزِعون أرواحَ الكفَّار بالشَّدة من أجسادِهم، من تحتِ كلِّ شعرةٍ، ومن تحت الأظفَار وأُصولِ القدَمين، ثم يردونَها في جسدِها حتى إذا كادت تخرجُ ردُّوها في بدنهِ.
قال مقاتلُ: ((يَعْنِي مَلَكَ الْمَوْتِ وَأعْوَانَهُ)). قال سعيدُ بن جبير: ((يَنْزِعُونَ أرْوَاحَهُمْ فَيُفَرِّقُونَهَا ثُمَّ يُقذِفُونَ بهَا فِي النَّار)). وقال السديُّ: ((هِيَ النَّفْسُ الَّتِي تَغْرَقُ فِي الصُّدُور)). وَقِيْلَ: يرَى الكافرُ نفسه وقتَ النَّزع كأنَّها تغرقُ. وَقِيْلَ: معناهُ: تنْزِعُ الملائكةُ أرواحَ الكفار عن أجسادِهم كما يَغرَقُ النَّازعُ في القوسِ فيبلغُ بها غايةَ الْمَدِّ، والْمَغْرِقُ اسمُ مصدرٍ أُقيم مقامَ الإغراقِ.