التفاسير

< >
عرض

يِٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوۤاْ إِن تَتَّقُواْ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَٱللَّهُ ذُو ٱلْفَضْلِ ٱلْعَظِيمِ
٢٩
-الأنفال

التفسير الكبير

قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: {يِٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوۤاْ إِن تَتَّقُواْ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ}؛ أي إن تتَّقُوا اللهَ في الأماناتِ، فتَمتَنِعوا من معاصيهِ بأداءِ فرائضه يجعَلْ لكم نُوراً في قلوبكم تُفرِّقون به بين الحقِّ والباطلِ. وَقِيْلَ: يجعل لكم فَتْحاً ونَصراً، كما قال تعالى: { يَوْمَ ٱلْفُرْقَانِ يَوْمَ ٱلْتَقَى ٱلْجَمْعَانِ } [الأنفال: 41] أرادَ به يومَ عزِّ المؤمنين وخُذلان الكافرين.
وَقِيْلَ: معناهُ يجعل لكم مَخْرَجاً ونَجاةً في الدُّنيا والآخرةِ. وقال الضحَّاك: (فُرْقَاناً: أيْ ثَبَاتاً). قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ} أي يَمحُ عنكم ذنُوبَكم، ويستْرُ عليكم خطَايَاكم ولا يؤاخِذْكم بها، {وَٱللَّهُ ذُو ٱلْفَضْلِ ٱلْعَظِيمِ}؛ أي عظيمُ الفضلِ على عباده أسْدَى لهم بالنِّعَم.