التفاسير

< >
عرض

وَلَوْ أَرَادُواْ ٱلْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً وَلَـٰكِن كَرِهَ ٱللَّهُ ٱنبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ ٱقْعُدُواْ مَعَ ٱلْقَاعِدِينَ
٤٦
لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ ٱلْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ بِٱلظَّالِمِينَ
٤٧
-التوبة

التفسير الكبير

قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَلَوْ أَرَادُواْ ٱلْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً }؛ أي لو أرادَ اللهُ لهم الخروجَ معك إلى العدوِّ لاتَّخَذُوا له أُهبَةً، { وَلَـٰكِن كَرِهَ ٱللَّهُ ٱنبِعَاثَهُمْ }؛ أي لكن لمْ يُرِدِ اللهُ خروجَهم معك، لأنَّهم لو خرَجُوا لكان يقعُ خروجُهم على وجهِ الإضرار بالمسلمين وذلك كفرٌ ومعصية.
قَوْلُهُ تَعَالَى: { فَثَبَّطَهُمْ }؛ أي حَبَسَهم، يقالُ: ثَبَّطَهُ عن الأمرِ إذا حَبَسَهُ عنه، { وَقِيلَ ٱقْعُدُواْ مَعَ ٱلْقَاعِدِينَ }؛ أي اقعدُوا مع النِّساء والصبيان. ويجوز أن يكون القائلُ لَهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم بأمر الله، ويجوزُ أن يكون قد قالَ بعضُهم لبعضٍ. وَقِيْلَ: قال لَهم الشيطانُ وَوَسْوَسَ لَهم.
ثم بيَّن اللهُ أن لا منفعةَ للمسلمين في خروجِهم، بل عليهم مضرَّة لهم، فقال تعالى: { لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً }؛ أي لو خرَجُوا فيكم ما زادوكم الا شَرّاً وفَسَاداً. قَوْلُهُ تَعَالَى: { ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ }؛ أي لأسرَعوا فيما بينِكم، { يَبْغُونَكُمُ ٱلْفِتْنَةَ }؛ أي يطلُبون فسادَ الرأي وعيوبَ المسلمين، ويقالُ: سارُوا فيكم بالنميمة، والإِيْضَاعُ: الإسراعُ في السَّيرِ، يقالُ: أوْضَعَ البعيرَ إيْضَاعاً.
قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ }؛ أي وفِيكم قائِلون منهم ما يسمعَون منهم، ويقالُ: في عَسْكَرِكُم عيونٌ لهم ينقُلون إليهم ما يسمَعون عنكم، { وَٱللَّهُ عَلِيمٌ بِٱلظَّالِمِينَ }؛ يُجازيهم على سوءِ أفعالهم.