التفاسير

< >
عرض

وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ ٱلْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ
٥١
ٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ
٥٢
وَإِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ قَالُوۤاْ آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّنَآ إنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ
٥٣
أُوْلَـٰئِكَ يُؤْتُونَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُواْ وَيَدْرَؤُنَ بِٱلْحَسَنَةِ ٱلسَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ
٥٤
وَإِذَا سَمِعُواْ ٱللَّغْوَ أَعْرَضُواْ عَنْهُ وَقَالُواْ لَنَآ أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لاَ نَبْتَغِي ٱلْجَاهِلِينَ
٥٥
إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَآءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِٱلْمُهْتَدِينَ
٥٦
-القصص

تأويلات أهل السنة

قوله: { وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ ٱلْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ }: اختلف فيه:
قال قائلون: هو القرآن، ثم يخرج على وجهين:
أحدهما: وصل القرآن بعضه ببعض حتى خرج كله موافقا بعضه بعضا مصدقاً مجتمعاً غير مختلف، وإن فرق في الإنزال على تباعد الأوقات وطول المدد.
{ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ }: أن مثل هذا لا يكون إلا ممن يعلم الغيب، ولا يعزب عنه شيء ولا يغيب؛ إذ لو كان هو ممن لا يعلم ذلك من كلام المخلوق لخرج مختلفاً متناقضا على ما يكون من كلام المخلوق في تباعد الوقت وطول المدة مختلفاً متناقضاً.
والثاني: وصل مواعظ القرآن بعضها ببعض ومواعيده بعضها ببعض، وعداته بعضها ببعض، وكذلك أوامره ومناهيه، وإن تفرق نزولها واختلف مواضعها، يدعوهم به مرة بعد مرة؛ لعلهم يتذكرون به.
ومنهم من يقول في قوله:
{ وَقُلْنَا لَهُمْ } [النساء: 154]: القول، أي: الإنباء وإخبار الأمم الخالية نبأ بعد نبأ وخبرا على أثر خبر ما نزل بمكذبي الرسل منهم من الهلاك والعذاب، ومصدقي الرسل من النجاة والبقاء في النعم الدائمة، على إقرار منهم بذلك وعلم أنه كان بهم ذلك؛ لعلهم يتذكرون ذلك وينزجرون عن تكذيب رسولهم؛ مخافة أن ينزل بهم بالتكذيب ما نزل بأولئك.
وجائز أن يكون قوله: { وَصَّلْنَا لَهُمُ ٱلْقَوْلَ } أي: قول التوحيد.
ووجه هذا: أن وصلنا التوحيد حتى جعلنا في كل أمة وكل قوم أهل توحيد لم يخل قوم لا أمة عنه؛ كقوله:
{ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ } [الرعد: 7]؛ وكقوله: { وَمِن قَوْمِ مُوسَىٰ أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِٱلْحَقِّ... } [الأعراف: 159] ونحو ذلك من الآيات، يدل على أن كل أمة وقرن أهل توحيد؛ لعلهم يتذكرون أن في آبائهم من قد آمن بالرسل وصدق بهم، ولا يقولون: إن آباءنا على ما هم عليه، يشبه أن يكون هذا وصل القول الذي ذكر.
و{ وَصَّلْنَا لَهُمُ ٱلْقَوْلَ }.
قال أبو عوسجة والقتبي: أي: أتبعنا بعضه بعضا؛ فاتصل عندهم.
وقال بعضهم: { وَصَّلْنَا } أي: بينا شيئاً فشيئا؛ حتى صار عندهم ظاهراً.
وقال أبو معاذ: وصلنا في كلام العرب: أتممنا؛ كصلتك الشيء بالشيء.
وقوله: { ٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ }، وقال في آية أخرى:
{ ٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ ٱلْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } [البقرة: 146].
وقال في آية أخرى:
{ فَٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ } [العنكبوت: 47]، وقال: { يُحَرِّفُونَ ٱلْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ } [المائدة: 13] وأمثاله.
يذكر في هذه الآيات أن من أهل الكتاب من لم يؤمن، ويذكر في الأولى على الإطلاق: أن الذين أوتوا الكتاب من قبله هم به يؤمنون، جائز أن يكون قوله: { ٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ } وانتفعوا به يؤمنون به.
أو أن يكون الذي آتيناهم الكتاب فيتلونه حق تلاوته هم يؤمنون به على ما ذكر في آية أخرى:
{ ٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَـٰبَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ } [البقرة: 121] أولئك يؤمنون به، وأما من لم يتله حق تلاوته فلا يؤمنون.
فأما أهل التأويل فإنهم صرفوا الآية إلى قوم خاص من أهل الكتاب: عبد الله بن سلام وأصحابه الذين آمنوا به، وكذا جائز أن تكون الآية في قوم منهم؛ ألا ترى أنه قال على أثره: { وَإِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ قَالُوۤاْ آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّنَآ إنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ } ذكر أهل التأويل: أنهم كانوا آمنوا به قبل أن يبعث محمد، فلما بعث ثبتوا على ذلك وآمنوا على ما كانوا من قبل.
وفيه دلالة: أن الإيمان والإسلام واحد؛ لأنهم قالوا: { آمَنَّا بِهِ }، وقالوا: { إنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ } دل أنهما واحد؛ وكذلك قوله:
{ فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ * فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ ٱلْمُسْلِمِينَ } [الذاريات: 35-36] وهما واحد ذكر مرة الإيمان ومرة الإسلام؛ دل أنهما واحد.
وقوله: { أُوْلَـٰئِكَ يُؤْتُونَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُواْ }: هذا يحتمل وجوهاً ثلاثة:
أحدها: يؤتون أجرهم مرة بالإسلام، ومرة بما صبروا على زوال الرياسة منهم وذهابها؛ لأنهم كانوا أهل رياسة ومنزلة وقدر، فذهب ذلك كله عنهم بالإسلام، فلهم الأجر مرتين لذلك.
والثاني: يؤتون أجرهم مرتين: مرة بالإسلام، ومرة بما صاروا قدوة وأئمة لمن بعدهم يقتدون بهم: أحد الأجرين بإسلام أنفسهم، والثاني بدعائهم غيرهم إليه على ما يعاقب الرؤساء منهم والقادة، ويضاعف العذاب عليهم مرتين: مرة بضلال أنفسهم، ومرة بإضلال غيرهم؛ كقوله:
{ لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ ٱلَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ } [النحل: 25] جائز: أن يكون إيتاء الأجر مرتين؛ لما يصيرون أئمة وقدوة لغيرهم في الخير، ويضاعف عليهم العذاب إذا صاروا أئمة وقدوة في الشر؛ ألا ترى أنه قال في نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم: { يٰنِسَآءَ ٱلنَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا ٱلْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ } [الأحزاب: 30]، وذلك - والله أعلم - لما يصرن هن أئمة لغيرهن يقتدين بهن؛ فعلى ذلك الأول.
والثالث: جائز أن يكون يؤتون أجرهم مرتين بالإسلام نفسه، ويكون الصبر كناية عن الإيمان؛ كقوله:
{ إِلاَّ ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } [هود: 11] أي: آمنوا وأسلموا.
وما أهل التأويل فإنهم يقولون: يؤتون أجرهم مرتين: مرة بإيمانهم بمحمد قبل أن يبعث، ومرة بإيمانهم بعدما بعث، والأول أشبه.
وقال بعضهم: { يُؤْتُونَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ } بما صبروا: مرة بإسلامهم، ومرة بما صبروا، وحلموا على أذى أولئك الكفرة، ولم يكافئوهم، بل خاطبوهم بخير حيث قالوا: { سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لاَ نَبْتَغِي ٱلْجَاهِلِينَ } [القصص: 55].
وروي في بعض الأخبار عن نبي الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين: رجل آمن بنبي ثم إذا بعث آخر آمن به، ومملوك لرجل يخدمه ويحسن خدمته ويعبد ربه، ورجل ربى جاريته ثم أعتقها فتزوجها" .
وقوله: { وَيَدْرَؤُنَ بِٱلْحَسَنَةِ ٱلسَّيِّئَةَ }: هذا يحتمل وجهين:
أحدهما: يحسنون إليهم بعد إساءتهم إليهم وأذاهم إياهم على ما كانوا يفعلون ويصنعون إليهم قبل ذلك.
والثاني: { وَيَدْرَؤُنَ بِٱلْحَسَنَةِ ٱلسَّيِّئَةَ } أي: يعفون عن أذاهم ولا يكافئونهم فيكون كقوله:
{ خُذِ ٱلْعَفْوَ وَأْمُرْ بِٱلْعُرْفِ... } الآية [الأعراف: 199]، والأول كقوله: { ٱدْفَعْ بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا ٱلَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ } [فصلت: 34].
وقوله: { وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ } أي: ينفقون في حق الله وسبيل الخير، وإلا كل كافر ينفق كقوله:
{ مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِي هَـٰذِهِ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ... } الآية [آل عمران: 117].
وقوله: { وَإِذَا سَمِعُواْ ٱللَّغْوَ أَعْرَضُواْ }: هذا - أيضاً - يحتمل وجهين:
إذا سمعوا منهم من الكلام ما يتأذون من كلام اللغو والأذى والفرية، أعرضوا عنه، أي: لم يكافئوهم لأذاهم.
والثاني: إذا سمعوا ما يلغون به من الباطل أعرضوا، أي: لم يخالطوهم فيما هم فيه؛ فليس أنهم لا ينهون ولا يمنعونهم عن ذلك إذا رأوا النهي ينجع فيهم، وإذا رأوه لا ينجع فيهم، فعند ذلك أعرضوا عنه؛ وهو كقوله:
{ وَإِذَا مَرُّواْ بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً } [الفرقان: 72].
وقوله: { وَقَالُواْ لَنَآ أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ }: يقولون هذا لهم إذا لم ينجع النهي والموعظة ولم يقبلوا ذلك، عند ذلك يقولون: { لَنَآ أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ }، أي: لكم جزاء أعمالكم ولنا جزاء أعمالنا؛ وكذلك قوله:
{ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ } [الكافرون: 6] لم يقل هذا لهم في ابتداء الدعاء، ولكن بعدما أيس عن إيمانهم وإجابتهم؛ فعلى ذلك الأوّل.
وقوله: { سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لاَ نَبْتَغِي ٱلْجَاهِلِينَ }: هذا يشبه أن يخرج على وجهين:
أحدهما: على القول منهم بالسلام عليهم، أي: كانوا لا يخاطبون الجهال، ولا يخاطبونهم إلا بالسلام خاصة، بهذا القدر يخالطونهم حسب.
والثاني: ليس على حقيقة قول: السلام عليهم، ولكن على الصلح وترك المكافأة لهم، وتركهم إياهم على ما هم عليه؛ إذ السلام هو الصلح، والله أعلم.
وقال بعضهم: ردوا عليهم معروفاً { لاَ نَبْتَغِي ٱلْجَاهِلِينَ }، يعنون: لا نريد أن نكون من أهل الجهل والسفه.
وقوله: { إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ }: ذكر أهل التأويل أن هذا نزل في أبي طالب عم النبي،
"وذلك أن أبا طالب قال: يا معشر بني هاشم، أطيعوا محمداً وصدّقوه تفلحوا وترشدوا، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: تأمرهم بالنصيحة لأنفسهم وتدعها لنفسك؟! قال: فقال: ما تريد يابن أخي؟ قال: أريد منك كلمة واحدة في آخر يوم من الدنيا: أن تقول: لا إله إلا الله؛ أشهد لك بها عند الله قال: يابن أخي، قد علمت أنك صادق، ولكن أكره أن يقال: جزع عن الموت، ولولا أن يكون عليك وعلى بني أبيك وأخيك غضاضة ومسبة بعدي لقلتها، ولأقررت بها عينك عند الفراق؛ لما أرى من شدة وجدك ونصيحتك، ولكن سوف أموت على ملة الأشياخ فلان وفلان؛ فأنزل الله ذلك: { إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَآءُ }" ، فهو على المعتزلة؛ لأنهم يقولون: إن الهدى البيان، ولو كان بيانا على ما يقولون لكان رسول الله يقدر أن يبين له وقد بين.
لكن الجبائي يحتج لهم فيتأول ويقول: إن رسول الله كان يحرص أن يدخله الجنة فيقول: إنك لا تهدي طريق الجنة له حتى يدخلها، أو كلام يشبه هذا، وذلك بعيد.
وقال جعفر بن حرب: هذا ليس في ابتداء الهداية، ولكن في اللطائف التي تخرج مخرج الثواب لهم لما كان منهم من الاهتداء في البداء والأنف؛ كقوله:
{ وَٱلَّذِينَ ٱهْتَدَوْاْ زَادَهُمْ هُدًى... } الآية [محمد: 17]، فيخبر أنك لا تملك الهداية اللطيفة التي تخرج مخرج الثواب أن تهديهم.
فيقال له: أخبرنا عن تلك الزيادة التي تخرج مخرج الثواب لهم لما كان منهم من الاهتداء في الابتداء تنفع لهم دون الابتداء.
فإن قالوا: نعم.
فيقال لهم: فذلك عليه أن يفعل بهم؛ إذ من قولهم: إن عليه أن يعطي كل كافر ما ينفعه ويصلح له في دينه، فكيف منع ذلك وهو ينفعهم؟!
والثاني: يقال لهم: إن تلك الزيادة التي تخرج مخرج الثواب لهم واللطائف على ما كان منهم في الابتداء يستوجبها أو لا يستوجبها، فإن كان يستوجبها فلا معنى للمنع على قولهم؛ لأنهم يقولون: إن على الله أن يعطي ذلك، وإن كان لا يستوجبها، فلا معنى لقوله: { وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَآءُ } على قولهم؛ فيبطل الاحتجاج به على قولهم.
وعندنا زيادة الهداية وابتداؤها سواء، وهو على ما أخبر رسوله أنه لا يهديه، ولكن لو كان الهداية بياناً - على ما قالوا - لكان قد بين لهم؛ فدل ذلك منه أن ثم هداية سوى البيان عند الله إذا أعطاها العبد يصير بها مؤمناً، وهي التوفيق والعصمة والسداد، وذلك لا يملك رسول الله إنشاء ذلك وابتداعه، بل الله هو المالك بذلك.