التفاسير

< >
عرض

وَهَـٰذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيماً قَدْ فَصَّلْنَا ٱلآيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ
١٢٦
لَهُمْ دَارُ ٱلسَّلَٰمِ عِندَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
١٢٧
-الأنعام

تأويلات أهل السنة

قوله - عز وجل -: { وَهَـٰذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيماً }.
لم يشر بهذا إلى شيء لكن يحتمل قوله: { وَهَـٰذَا }: الإسلام الذي سبق ذكره: أن يشرح به صدر المؤمن، ويحتمل قوله: { وَهَـٰذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيماً }: الذي يدعى إليه الخلق، وهو التوحيد.
وقوله - عز وجل -: { قَدْ فَصَّلْنَا ٱلآيَاتِ }، أي: بينا وأقمنا دلائل التوحيد وحججه، وقد ذكرناه.
{ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ }.
أي: لقوم يتعظون بالمواعظ.
ويحتمل: لقوم يقبلون الدلائل والحجج؛ ولا يكابرون.
وقوله - عز وجل -: { لَهُمْ دَارُ ٱلسَّلَٰمِ عِندَ رَبِّهِمْ }.
يحتمل السلام اسم الجنة [أي:] [لهم الجنة]؛ كقوله:
{ وَٱللَّهُ يَدْعُوۤاْ إِلَىٰ دَارِ ٱلسَّلاَمِ } [يونس: 25]، ويحتمل السلام: هو اسم الله، أي: لهم دار الله، [وهي الجنة].
وقوله - عز وجل -: { وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }، قيل: هو أولى بهم، أي: أولى بالمؤمنين؛ كقوله:
{ فَٱللَّهُ أَوْلَىٰ بِهِمَا } [النساء: 135]، ويحتمل قوله: { وَهُوَ وَلِيُّهُمْ }، أي: حافظهم وناصرهم.
وقد ذكرنا فيما تقدم "يصعد" و "يصاعد" و "يصعد": كله لغات، والمعنى واحد.
والضيق: قال الكيساني: الضِّيق من الضِّيق في المعاش، فأما في الأمر فإنه الضَّيْق، ومنه قوله:
{ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ } [النحل: 127].
وأما قوله: { حَرَجاً } ففيه لغتان: حَرَج وحَرِج، قال القتبي: الحرج: الذي ضاق فلم يجد منفذا.
وقال أبو عوسجة: الحرج: الضيق، يقال منه: حرج يحرج حرجا؛ فهو حرج.