التفاسير

< >
عرض

وَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ ٱلْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ
٦٥
-يونس

حاشية الصاوي

قوله: { وَلاَ يَحْزُنكَ } إما بفتح الياء وضم الزاي من باب نصر، أو بضم الياء وكسر الزاي من باب أكرم، قراءتان سبعيتان، والمعنى لا تهتم بأقوالهم ولا تحزن لها، فإن الله معزك وناصرك، وهذا تسلية له صلى الله عليه وسلم عما يلقاه من أذاهم، وتبشير له بالنصر والظفر بالمقصود. قوله: (استئناف) أشار بذلك إلى أن الوقف تم عند قوله: { قَوْلُهُمْ } وقوله: { إِنَّ ٱلْعِزَّةَ } إلخ. كلام مستأنف من كلام الله تعالى في قوة التعليل لقوله: { وَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ } أو واقع في جواب سؤال مقدر تقديره: إن الله أمره بعدم الحزن من أجل قولهم، مع أن أقوالهم توجب الحزن، فأجاب الله تعالى: بأن العزة لله يعطيها لمن يشاء، فأقوالهم لا تفيد شيئاً، فحينئذ لا يبالي بهم ولا بقولهم.
قوله: { إِنَّ ٱلْعِزَّةَ لِلَّهِ } أي الغلبة والسلطنة الكاملة ثابتة لله، يخلعها على من يشاء، ولذا قال في سورة المنافقون
{ { وَلِلَّهِ ٱلْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ } [المنافقون: 8] قوله: { جَمِيعاً } حال من العزة. قوله: (فيجازيهم) أي على ما قدموا من خير وشر. قوله: (وينصرك) أي على من عاداك، وهذا يقال لكل من سلك طريقة سيد المرسلين وعمل بمقتضاها، وتعرض له الحساد بالإيذاء، فيقال له يحزنك قولهم وعيبهم وحسدهم، لأن العزة مملوكة وثابتة لله يعطيها لمن أراد، فلا تنزعج منهم ولا تلتفت لهم.