التفاسير

< >
عرض

وَمَا لَنَآ أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى ٱللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَىٰ مَآ آذَيْتُمُونَا وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُتَوَكِّلُونَ
١٢
وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّـكُمْ مِّنْ أَرْضِنَآ أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَىٰ إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ ٱلظَّالِمِينَ
١٣
وَلَنُسْكِنَنَّـكُمُ ٱلأَرْضَ مِن بَعْدِهِمْ ذٰلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ
١٤
وَٱسْتَفْتَحُواْ وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ
١٥
مِّن وَرَآئِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَىٰ مِن مَّآءٍ صَدِيدٍ
١٦
-إبراهيم

حاشية الصاوي

قوله: { وَمَا لَنَآ } أي أي شيء ثبت لنا. قوله: (أي لا مانع لنا من ذلك) أشار بذلك إلى أن الاستفهام إنكاري بمعنى النفي. قوله: { وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا } أي أرشدنا إلى طرقنا الموصلة للسعادة العظمى. قوله: { وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَىٰ مَآ آذَيْتُمُونَا } أي فلا نبالي بكم ولا بإذايتكم. قوله: (على أذاكم) أشار بذلك إلى أن ما مصدرية. قوله: { فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُتَوَكِّلُونَ } أي يدوموا على التوكل.
قوله: { وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } أي المتعنتون المتمردون. قوله: { لَنُخْرِجَنَّـكُمْ مِّنْ أَرْضِنَآ } أي فلا تخالطونا، بل أريحونا من هذا التعب. قوله: (لتصيرن) دفع بذلك ما يقال: إن العود يقتضي أنه سبق لهم التلبس بملتهم، مع أن الرسل معصومون من ذلك؛ فأجاب المفسر: بأن المراد بالعود الصيرورة، أي لتصيرن داخلين في ملتنا.
قوله: { فَأَوْحَىٰ إِلَيْهِمْ } أي إلى الرسل بعد هذه المقالات لليأس من إيمانهم قوله: { لَنُهْلِكَنَّ ٱلظَّالِمِينَ } أي نستأصلهم بالهلاك، فلا يبقى منهم أحد. قوله: { ذٰلِكَ } مبتدأ خبره قوله: { لِمَنْ خَافَ } الخ. قوله: (أي مقامه بين يدي) أي موقفه عندي يوم القيامة. قوله: { وَخَافَ وَعِيدِ } (بالعذاب) في هذه الآية إشارة إلى أن الخوف من الله غير الخوف من وعيده، لأن العطف يقتضي المغايرة. قوله: { وَٱسْتَفْتَحُواْ } أي طلب الرسل الفتح من الله، لما أيسوا من إيمان قومهم. قوله: (استنصر الرسل) أي طلبوا من الله النصر.
قوله: { وَخَابَ } معطوف على مقدر، والتقدير فنصروا وخاب الخ. قوله: (خسر) أي في الدنيا والآخرة. قوله: (متكبر عن طاعة الله) أي متعظم في نفسه، محتقر لما سواه، قوله: (أي أمامه) أي فالوراء يستعمل في الأمام والخلف، فهو من الأضداد، وقيل هو اسم لما توارى عنك، سواء كان من خلفك أو من أمامك. قوله: { صَدِيدٍ } بدل أو عطف بيان قوله: (هو ما يسيل) الخ، وقيل هو ما يسيل من فروج الزناة يسقاه الكافر.