التفاسير

< >
عرض

إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ
٧٥
وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُّقِيمٍ
٧٦
إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ
٧٧
وَإِن كَانَ أَصْحَابُ ٱلأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ
٧٨
فَٱنتَقَمْنَا مِنْهُمْ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُّبِينٍ
٧٩
وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ ٱلحِجْرِ ٱلْمُرْسَلِينَ
٨٠
وَآتَيْنَاهُمْ آيَاتِنَا فَكَانُواْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ
٨١
وَكَانُواْ يَنْحِتُونَ مِنَ ٱلْجِبَالِ بُيُوتاً آمِنِينَ
٨٢
فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ
٨٣
-الحجر

حاشية الصاوي

قوله: { إِنَّ فِي ذَلِكَ } (المذكور) أي من قصة إبراهيم ولوط. قوله: { لِلْمُتَوَسِّمِينَ } أي المتفكرين الذين يتأملون الشيء فيعرفون حقيقته. قوله: (لم تندرس) أي آثارهم. قوله: (لعبرة) { لِلْمُؤْمِنِينَ } خصوا بالذكر لأنهم المنتفعون بذلك.
قوله: { وَإِن كَانَ أَصْحَابُ ٱلأَيْكَةِ } شروع في ذكر قصة شعيب مع قومه أصحاب الأيكة، وذكرت هنا مختصرة، وسأتي بسطها في سورة الشعراء. قوله: (مخففة) أي واسمها ضمير الشأن، و{ كَانَ } ناقصة، و{ أَصْحَابُ ٱلأَيْكَةِ } اسمها، و{ لَظَالِمِينَ } خبرها، واللام للتوكيد، والجملة خبر { وَإِن }. قوله: (هي غيضة شجر) الغيضة في الأصل اسم للشجر الملتف، والمراد بها هنا، المكان الذي فيه الشجر الكثير، ونسبوا لها لملازمتهم لها وإقامتهم عندها، وكان عامة شجرهم المقل أي الدوم. قوله: (بتكذيبهم شعيباً) أي وبخسهم الكيل والميزان وقطعهم الطريق. قوله: (بشدة الحر) أي فسلطها الله عليهم سبعة أيام، حتى قربوا من الهلاك، فبعث الله لهم سحابة كالظلة، فالتجؤوا إليها، واجتمعوا تحتها للتظلل بها، فبعث الله عليهم منها ناراً فأحرقتهم جميعاً، فإهلاكهم أولاً بشدة الحر، ثم بالظلة، وأما أهل مدين، فأهلكوا بالصيحة، كما تقدم في سورة هود، من أنه أرسل لأهل مدين ولأصحاب الأيكة. قوله: (طريق) { مُّبِينٍ } أي وسمي الطريق إماماً، لأنه يؤم ويتبع، لأن الإنسان إذا أراد الانتقال من موضع لآخر، فإنه يأتم بالطريق حتى يصل إلى الموضع الذي يريده.
قوله: { وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ ٱلحِجْرِ } شروع في قصة صالح. قوله: (واد بين المدينة والشام) أي وآثاره باقية، يمر عليها الذاهب من الشام للحجاز. قوله: (لأنه تكذيب لباقي الرسل) جواب عما يقال: لم جمع المرسلين مع أنهم لم يكذبوا إلا رسولاً واحداً. قوله: { وَآتَيْنَاهُمْ } أضاف الايتاء لهم، وإن كان لصالح لأنه مرسل لهم. قوله: (في الناقة) أشار بذلك إلى أن الناقة، وإن كانت آية واحدة، إلا أنها اشتملت على آيات، كخروجها من الصخرة، وعظم جثتها، وغزارة لبنها، وولادتها فصيلاً قدرها. قوله: (لا يتفكرون) أي لا يتأملون ولا ينظرون فيها.
قوله: { وَكَانُواْ يَنْحِتُونَ مِنَ ٱلْجِبَالِ بُيُوتاً } أي ينقرون الجبال بالمعاويل، حتى تصير بيوتاً من غير بنيان. قوله: { آمِنِينَ } أي من وصول اللصوص لهم، ومن تخريب الأعداء لبيوتهم لشدة اتقانها. قوله: { فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّيْحَةُ } أي من السماء، والزلزلة من الأرض، لما عقروا الناقة، وتقدم في هود، أن صالحاً قال لهم قبل نزول العذاب بهم: تمتعوا في داركم ثلاثة أيام. قوله: (وقت الصباح) أي بعد مضي الثلاثة الأيام.