التفاسير

< >
عرض

قُلِ ٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُواْ لَهُ غَيْبُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً
٢٦
وَٱتْلُ مَآ أُوْحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً
٢٧
-الكهف

حاشية الصاوي

قوله: { قُلِ ٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُواْ } إن قلت: ما فائدة الأخبار بذلك بعد أن بين الله ذلك؟ أجيب بأوجه: أحدها: أن المعنى قل الله أعلم بأن الثلاثمائة سنة والتسع، قمرية لا شمسية، خلافاً لزعم بعض الكفار أنها شمسية. ثانيها: أن المعنى الله أعلم بحقيقة لبثهم وكيفيته. ثالثها: أن المعنى الله أعلم بمدة لبثهم قبل البعث وبعده. واعلم أنه اختلف في أصحاب الكهف، هل ماتوا ودفنوا، أو هم نيام وأجسامهم محفوظة؟ والصحيح أنهم نيام، ويستيقظون عند نزول عيسى، ويحجون معه، ويموتون قبل يوم القيامة، حين تأتي الريح اللينة، وكما قال صلى الله عليه وسلم: "وليحجن عيسى ابن مريم ومعه أصحاب الكهف فإنهم لم يحجوا بعد" ذكره ابن عيينة، وفي رواية: مكتوب في التوراة والإنجيل أن عيسى ابن مريم عبد الله ورسوله، وأنه يمر بالروحاء حاجاً ومعتمراً، ويجمع الله له ذلك، فيجعل الله حواريه أصحاب الكهف والرقيم، فيمرون حجاجاً فإنهم لم يحجوا ولم يموتوا أهـ. قوله: (أي علمه) أي علم السماوات والأرض وما غاب فيهما. قوله: (على جه المجاز) أي لأن التعجب استعظام أمر خفي سبب وعظم وصف الله ظاهر بالبرهان لا يخفى، فإحاطته بالموجودات سمعاً وبصراً وعلماً أمر ثابت بالبرهان، وصار كالضروري، وإنما المقصود ذكر العظمة لا حقيقة التعجب. قوله: { مِن وَلِيٍّ } إما مبتدأ مؤخر أو فاعل بالظرف. قوله: { فِي حُكْمِهِ } أي قضائه.
قوله: { وَٱتْلُ مَآ أُوْحِيَ إِلَيْكَ } أي ولا تعتبر بهم. قوله: { لاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ } أي لايقدر أحد أن يغير شيئاً من القرآن، فلا تخش من قراءتك عليهم تدبيله، بل هو محفوظ من ذلك، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه إلى يوم القيامة،. قوله: (ملجأ) أي تلتجئ إليه وتستغيث به عند النوازل والشدائد غير الله تعالى.