التفاسير

< >
عرض

وَٱضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا كَمَآءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ ٱلسَّمَاءِ فَٱخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ ٱلأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ ٱلرِّياحُ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِراً
٤٥
ٱلْمَالُ وَٱلْبَنُونَ زِينَةُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَٱلْبَاقِيَاتُ ٱلصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً
٤٦
-الكهف

حاشية الصاوي

قوله: { مَّثَلَ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } أي صفتها وحالها وهيئتها. قوله: { كَمَآءٍ } أي كصفة وحال وهيئة ماء الخ، وهذه الآية نظير قوله تعالى: { كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ ٱلْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَٰهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَٰماً } [الحديد: 20]. قوله: (تكاثف) أي غلظ والتف بعضه على بعض. قوله: (أو امتزاج الماء بالنبات) أشار بذلك إلى أنه تفسير ثان لاختلط، ومن المعلوم أن الامتزاج من الجانبين، فصح نسبته إلى النبات، وإن كان في عرف اللغة والاستعمال، أن الباء تدخل على الكثير الغير الطارئ، وقد دخلت هنا على الكثير الطارئ، مبالغة في كثرة الماء، حتى كأنه الأصل. قوله: (فروي) بفتح الراء وكسر الواو ارتوى. قوله: { هَشِيماً } أي مشهوماً مكسرواً. قوله: (وتفرقه) عطف تفسير. قوله: (المعنى) أي معنى المثل. قوله: (شبه) فعل أمر، وفاعله مستتر عائد على النبي صلى الله عليه وسلم، و{ ٱلدُّنْيَا } مفعوله. قوله: (وفي قراءة) أي وهي سبعية أيضاً.
قوله: { وَكَانَ ٱللَّهُ } أي ولم يزل. قوله: (قادراً) المناسب أن يقول كامل القدرة كما يؤخذ من الصيغة. قوله: { ٱلْمَالُ } أي وهو الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث. قوله: { زِينَةُ } هو مصدر بمعنى اسم المفعول بدليل قوله: (يتجمل بهما فيها) ولذا صح الإخبار به عن الاثنين. قوله: (هي سبحان الله) الخ، أي وتسمى غراس الجنة، أي أن بكل واحدة من هذه الكلمات، تغرس له شجرة في الجنة، فيها ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين، وقيل إن المراد بالباقيات الصالحات، الصلوات الخمس، وقيل أركان الإسلام، وقيل كل ما يثاب عليه العبد في الدار الآخرة وهو الأتم، وإنما خص المفسر (سبحان الله) الخ، بالباقيات الصالحات، لمزيد فضلها وثوابها، ولذا أوصى رسول الله عمه العباس بصلاة التسابيح، ولو في العمرة مرة، وأوصى الخليل رسول الله، بأن يأمر أمته أن يكثروا من غراس الجنة، كما في حديث الإسراء. قوله: { خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ } التفضيل ليس على بابه، لأن زينة الدنيا ليس فيها خير، ولا يرد علينا أن السعي على العيال من الخير، لأنه من حيز الباقيات الصالحات، لا من حيز الزينة، أو يقال إنه على بابه بالنسبة لزعم الجاهل. قوله: (ويرجوه) عطف تفسير.