التفاسير

< >
عرض

وَوُضِعَ ٱلْكِتَابُ فَتَرَى ٱلْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يٰوَيْلَتَنَا مَالِ هَـٰذَا ٱلْكِتَابِ لاَ يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُواْ مَا عَمِلُواْ حَاضِراً وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً
٤٩
-الكهف

حاشية الصاوي

قوله: { وَوُضِعَ ٱلْكِتَابُ } هو بالبناء للمفعول في قراءة العامة، وقرئ شذوذاً بالبناء للفاعل، وهو الله أو الملك. قوله: (في يمينه) أي فحين يقرؤه يبيض وجهه ويقول: { هَآؤُمُ ٱقْرَءُواْ كِتَـٰبيَهْ } [الحاقة: 19]، إلى آخر ما في الحاقة. قوله: (وفي شماله من الكافرين) أي فحين يقرؤه يسود وجهه ويقول: { يٰلَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَٰبِيَهْ } [الحاقة: 25] الخ. قوله: (هلكتنا) أي هلاكنا، والمقصود التحسر والتندم، وقيل الياء حرف نداء و{ وَيْلَتَنَا } منادى تنزيلاً لها منزلة العاقل، فكأنه يقول: يا هلاكي احضر فهذا أوانك. قوله: (وهو مصدر) أي الويل، وقوله: (لا فعل له من لفظه) أي بل من معناه وهو هلك. قوله: { مَالِ هَـٰذَا ٱلْكِتَابِ } ما استفهامية مبتدأ، ولهذا الكتاب خبره، أي أي شيء ثبت لهذا الكتاب؟ قوله: { لاَ يُغَادِرُ } الجملة حالية من الكتاب. قوله: (تعجبوا) أشار بذلك إلى أن الاستفهام للتعجب. قوله: (منه) أي الكتاب. قوله: (في ذلك) أي الإحصاء المذكور.
قوله: { وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً } أي لا يعامله معاملة الظالم، بحيث يعذبه من غير ذنب، أو ينقص من أجره.