التفاسير

< >
عرض

فَٱنْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا لَقِيَا غُلاَماً فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُّكْراً
٧٤
قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً
٧٥
قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلاَ تُصَٰحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْراً
٧٦
فَٱنطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَآ أَتَيَآ أَهْلَ قَرْيَةٍ ٱسْتَطْعَمَآ أَهْلَهَا فَأَبَوْاْ أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَاراً يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً
٧٧
قَالَ هَـٰذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْراً
٧٨
-الكهف

حاشية الصاوي

قوله: { غُلاَماً } قيل كان اسمعه شمعون. قوله: (لم يبلغ الحنث) يطلق الحنث على المعصية وعلى مخالفة اليمين، والمراد لم يبلغ حد التكليف، ومن باب إطلاق الملزوم وإرادة اللازم. قوله: (مع الصبيان) أي وكانوا عشرة. قوله: (أو اقتلع رأسه بيده) أي بعد أو لوى عنقه. قوله: (لأن القتل عقب اللقى) أي بخلاف السفينة، فإن الخرق لم يكن عقب ركوبها، فلذا لم يأت بالفاء. قوله: (وفي قراءة) وهما سبعيتان. قوله: { بِغَيْرِ نَفْسٍ } أي من غير استحقاقها للقتل، والجار والمجرور متعلق بقتلت.
قوله: { لَّقَدْ جِئْتَ } أي فعلت. قوله: { نُّكْراً } هو أعظم من الأمر، لأن فيه القتل بالفعل، بخلاف خرق السفينة، فإنه يمكن تداركه، وقيل بالعكس، لأن الأمر قتل أنفس متعددة بسبب الخرق، فهو أعظم مِن قتل الغلام وحده. قوله: (بسكون الكاف وضمها) أي فهما قراءتان سبعيتان. قوله: (لعدم العذر هنا) لأنه لم يبد هنا عذراً. قوله: (بالتشديد والتخفيف) أي فهما قراءتان سبعيتان، والنون للوقاية أتى بها لتقي الفعل من الكسر، كما أتى بها في من وعن محافظة على تسكين النون. قوله: { إِذَآ أَتَيَآ أَهْلَ قَرْيَةٍ } أي وكان إتيانهم لها بعد الغروب، والليلة باردة ممطرة. قوله: (هي أنطاكية) بتخفيف الياء. قوله: (طلبا منهم الطعام) روي أنهما طافا في القرية فاستطعاهم فلم يطعموهما، واستضافاهم فلم يضيفوهما، فأطعمتهم امرأة من أهل بربرة، فدعوا لنسائهم، ولعنا رجالهم، وعن قتادة: شر القرى من لا تضيف الضيف. قوله: (مائة ذراع) أي عرضه خمسون، وامتداده على وجه الأرض خمسمائة ذراع. قوله: { فَأَقَامَهُ } (الخضر بيده) قيل مسه بها فاستقام، وقيل أقامه بعامود، وقيل نقضه وبناه.
قوله: { قَالَ لَوْ شِئْتَ لَتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً } أي كان ينبغي لك أخذ جعل منهم على فعلك، لتقصيرهم فينا مع حاجتنا، فقد فعلت المعروف مع غيره أهله. قوله: (وفي قراءة) أي بإظهار الذال وإدغامها في التاء، على كل فتكون القراءات أربعاً سبعيات. قوله: { بِتَأْوِيلِ } أي تفسير هذه الآيات التي وقعت لموسى مع الخضر، وحكمة تخصيص الخضر لموسى بتلك الثلاث، وما ورد أنه لما أنكر خرق السفينة، نودي: يا موسى أين كان تدبيرك هذا، وأنت في التابوت مطروحاً في اليم؟ فلما أنكر أمر الغلام قيل له: أين إنكارك هذا، من وكزك القبطي وقضائك عليه؟ فلما أنظر إقامة الجدار نودي: أين هذا من رفعك حجر البئر لبنتي شعيب دون أجر؟