التفاسير

< >
عرض

وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعاً
٩٩
وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِّلْكَافِرِينَ عَرْضاً
١٠٠
ٱلَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَآءٍ عَن ذِكْرِي وَكَانُواْ لاَ يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً
١٠١
-الكهف

حاشية الصاوي

قوله: { وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ } أي لشدة الازدحام عند خروجهم، وذلك عقب موت الدجال، فينحاز عيسى بالمؤمنين إلى جبل الطور فراراً منهم، ثم يلسط الله عليهم دوداً في أنفوهم فيموتون به، فتنتن الأرض منهم، فتأتي طيور ترميهم في البحر بدعاء عيسى عليه السلام، ولا يدخلون مكة ولا المدينة ولا بيت المقدس، ولا يصلون إلى من تحصن بورد أو ذكر. قوله: (لكثرتهم) أي وضيق الأرض، فإن أرضنا بالنسبة لأرضهم ضيقة جداً.
قوله: { وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ } أي النفخة الثانية، بدليل التعقيب في قوله: { فَجَمَعْنَاهُمْ } وأما النفخة الأولى، فعندها تخرج روح كل ذي روح، واختلف في القدر الذي بين النفختين، والصحيح أنه أربعون عاماً. قوله: (أي القرن) وهو بيد إسرافيل عليه السلام. قوله: (قربنا) أي أظهرنا بحيث يكونون مشاهدين لها. قوله: { يَوْمَئِذٍ } إن كان المراد به يوم المرقف، فالعرض على حقيقته بمعنى التقريب والإظهار، وإن كان المراد بعد انفضاضه، فالمراد بالعرض امتزاجها بهم، فيكون كناية عن دخولهم فيها وتعذيبهم بها، وفائدة التأكيد على الأول، الإشارة إلى أنه لم يكن بينهم وبينها حجاب. قوله: { أَعْيُنُهُمْ } أي بصائرهم. قوله: (لا يهتدون به) أي لا يتعظون ولا يؤثر في قلوبهم. قوله: { لاَ يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً } أي سماع قبول وفهم، لوجود الحجاب المانع لهم من ذلك.