التفاسير

< >
عرض

فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِّنَ ٱلْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ
٧٨
وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَىٰ
٧٩
يٰبَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنجَيْنَاكُمْ مِّنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ ٱلطُّورِ ٱلأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ ٱلْمَنَّ وَٱلسَّلْوَىٰ
٨٠
كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلاَ تَطْغَوْاْ فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَىٰ
٨١
وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحَاً ثُمَّ ٱهْتَدَىٰ
٨٢
-طه

حاشية الصاوي

قوله: { فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ } أي بعد ما أرسل حاشرين يجمعون له الجيش، فجمعوا جيوشاً كثيرة، حتى كان مقدمة جيشه سبعمائة ألف، فضلاً عن الجناحين والقلب والساقة. قوله: { بِجُنُودِهِ } الجار والمجرور متعلق بمحذوف حال من { فِرْعَوْنُ }. قوله: { فَغَشِيَهُمْ مِّنَ ٱلْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ } أي علاهم وغمرهم من الأمر الهائل ما لم يبلغ كنهه أحد. قوله: { وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ } إخبار عن حاله قبل الغرق. قوله: (خلاف قوله وما أهديكم إلا سبيل الرشاد) أي إنه مخالف له، فهو تكذيب لفرعون في قوله.
قوله: { قَدْ أَنجَيْنَاكُمْ مِّنْ عَدُوِّكُمْ } الخ، قدم أولاً نعمة الإنجاء، ثم النعمة الدينية، ثم الدنيوية، فهو ترتيب في غاية الحسن. قوله: (فنؤتي موسى التوراة) جواب عما يقال: إن المواعدة كانت لموسى لا لهم، فكيف أضيفت لهم؟ وأجيب أيضاً: بأنه أمر موسى أن يختار منهم سبعين رجلاً، فأضيفت المواعدة لهم بهذا الاعتبار. قوله: (هما الترنجين) هو شيء حلو أبيض مثل الثلج، كان ينزل عليهم في التيه من الفجر إلى طلوع الشمس، لكل إنسان صاع. قوله: (والطير السماني) أي فكان ريح الجنوب يأتيهم به، فيذبح الرجل منهم ما يكفيه، وشربهم من العيون التي تخرج من الحجر. قوله: (والمنادى من وجد من اليهود) الخ، هذا أحد قولين، وقيل المخاطب من كان في عهد موسى. قوله: (توطئة) أي تمهيداً.
قوله: { مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ } أي لذائذه وحلالاته. قوله: (بأن تكفروا النعمة) أي بعدم شكرها وبطركم لها. قوله: (بكسر الحاء) الخ، أي ففي كل قراءتان سبعيتان. قوله: (سقط في النار) أي على سبيل الخلود. قوله: (يصدق بالفرض والنفل) أي العمل الصالح يشمل كلاً منهما. قوله: (باستمراره على ما ذكر إلى موته) أي بأن يدوم على التوبة والإيمان والأعمال الصالحة، وهو جواب عما يقال: ما فائدة ذكر الاهتداء آخراً، مع أنه داخل في عموم قوله: { وَآمَنَ } فأفاد المفسر أن النجاة التامة والمغفرة الشاملة، لمن حصلت منه التوبة والإيمان والأعمال الصالحة، ثم استمر عليها إلى أن لقي مولاه.