التفاسير

< >
عرض

لاَ يَحْزُنُهُمُ ٱلْفَزَعُ ٱلأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ ٱلْمَلاَئِكَةُ هَـٰذَا يَوْمُكُمُ ٱلَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ
١٠٣
يَوْمَ نَطْوِي ٱلسَّمَآءَ كَطَيِّ ٱلسِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَآ أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَآ إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ
١٠٤
-الأنبياء

حاشية الصاوي

قوله: { لاَ يَحْزُنُهُمُ ٱلْفَزَعُ ٱلأَكْبَرُ } هذا بيان لنجاتهم من الفزع إثر بيان نجاتهم من النار. قوله: (وهو أن يؤمر بالعبد إلى النار) أي الكافر، وقيل: هو حين تغلق النار على أهلها وييأسون من الخروج، وقيل: هو حين يذبح الموت بين الجنة والنار وينادي يا أهل النار خلود بلا موت، وقيل: هو جميع أهوال القيامة، قوله: (عند خروجهم من القبور) أي تستقبلهم بالبشرى والسرور عند ذلك، وقيل تستقبلهم على أبواب الجنة، ولا مانع أنها تستقبلهم في الحالين. قوله: (اسم ملك) أي في السماء الثالثة، وعلى هذا فالمصدر مضاف لقائله، فإن هذا الملك يطوي كتب الأعمال إذا رفعت إليه. قوله: (واللام زائدة) أي والكتاب مفعوله. قوله: (أو السجل الصحيفة) أي والمعنى كطي الصحف على مكتوبها، وعليه فهو من إضافة المصدر لمفعوله، والفاعل محذوف تقديره كما يطوي الرجل الصحيفة على ما فيها. قوله: (وفي قراءة) أي سبعية أيضاً. قوله: (جمعاً) أي وأما على قراءة الإفراد، فأل للجنس. قوله: { كَمَا بَدَأْنَآ أَوَّلَ خَلْقٍ } أي كما بدأناهم في بطون أمهاتهم، حفاة عراة غرلاً، كذلك نعيدهم يوم القيامة، والخلق بمعنى المخلوق، وإضافة { أَوَّلَ } له من إضافة الصفة للموصوف، والمعنى كما بدأنا المخلوق الأول نعيده ثانياً. قوله: (بعد إعدامه) هذا أحد قولين لأهل السنة، والقول الثاني أن الإعادة بعد تفرق الأجزاء، قال في الجوهرة:

وَقُلْ يُعَادُ الْجِسْم بالتحقيق عن عدم وقيل عن تفريق

قوله: (وما مصدرية) أي وبدأنا صلتها، والجملة في محل جر بالكاف، و{ أَوَّلَ خَلْقٍ } مفعول به لبدأنا. قوله: { وَعْداً عَلَيْنَآ } أي فعلينا إنجازه، لتعلق علمنا بوقوعه وقدرتنا على أنفاذه. قوله: (لمضمون ما قبله) أي الجملة الخبرية. قوله: { إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ } توكيد لما قبله. قوله: (بمعنى الكتاب) أي فأل في الزبور للجنس، والمعنى جنس الكتب السماوية. قوله: (بمعنى أم الكتاب) أي وهو اللوح المحفوظ.