التفاسير

< >
عرض

وَأَقْسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ قُل لاَّ تُقْسِمُواْ طَاعَةٌ مَّعْرُوفَةٌ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ
٥٣
قُلْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُواْ وَمَا عَلَى ٱلرَّسُولِ إِلاَّ ٱلْبَلاَغُ ٱلْمُبِينُ
٥٤
-النور

حاشية الصاوي

قوله: { وَأَقْسَمُواْ بِٱللَّهِ } الضمير عائد على المنافقين، وهو معطوف على قوله: { وَيَِقُولُونَ آمَنَّا بِٱللَّهِ وَبِٱلرَّسُولِ } [النور: 47] . قوله: { جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ } { جَهْدَ } منصوب على المفعولية المطلقة. والمعنى جهدوا اليمين جهداً، حذف الفعل واقيم المصدر مقامه، وأضيف إلى المفعول كضرب الرقاب، وهذه الآية نزلت لما قال المنافقون لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أينما كنت نكن معك، لئن خرجت خرجنا، ولئن أقمت أقمنا، وإن أمرتنا بالجهاد جاهدنا. قوله: { لَيَخْرُجُنَّ } اللام موطئة للقسم، ويخرجن فعل مضارع مؤكد بالنون، وأصله ليخرجونن، حذفت نون الرفع لتوالي الأمثال، فالتقى ساكنان الواو ونون التوكيد، حذفت الواو لالتقائهما، وبقيت الضمة لتدل عليها. قوله: { طَاعَةٌ } مبتدأ، و{ مَّعْرُوفَةٌ } صفته، والخبر محذوف قدره المفسر بقوله: (خير من قسمكم) ويصح أن يكون { طَاعَةٌ } خبر المحذوف تقديره أمركم طاعة معروفة، أي الأمر المطلوب منكم طاعة معروفة بالصدق وموافقة الواقع، لا مجرد القول باللسان. قوله: { إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } تعليل لما قبله، والمعنى لا تحلفوا باللسان، مع كون قلوبكم ليس فيها الامتثال والإخلاص، فإن الله مطلع على بواطنكم وظواهركم، لا تخفى عليه خافية.
قوله: { فَإِن تَوَلَّوْاْ } شرط حذف جوابه والتقدير فلا ضرر عليه، وقوله: { فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ } علة لذلك المحذوف. قوله: { مَا حُمِّلَ } أي كلف. قوله: { تَهْتَدُواْ } أي تصلوا للرشاد والفوز برضا الله، وهذا راجع لقوله: { وَعَلَيْكُمْ مَّا حُمِّلْتُمْ }. وقوله: { وَمَا عَلَى ٱلرَّسُولِ إِلاَّ ٱلْبَلاَغُ ٱلْمُبِينُ } راجع لقوله: { فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ } على سبيل اللف والنشر المشوش. قوله: (أي التبليغ البين) أي الظاهر وقد أداه، فعليكم أو تؤدوا ما حملتم من الطاعة لله ورسوله.