قوله: { أَوَ لَمْ يَكُن لَّهُمْ آيَةً } الاستفهام للتوبيخ والتقريع. قوله: (وأصحابه) أي وكانوا أربعة غيره: أسد وأسيد وثعلبة وابن يامين، فالخمسة من علماء اليهود، وقد حسن إسلامهم. قوله: (ويكن بالتحتانية ونصب آية) أي على أنه خبر { يَكُن } مقدم، واسمها قوله: { أَن يَعْلَمَهُ } الخ، قوله: (ورفع آية) أي على أنه فاعل بتكن، وقوله: { أَن يَعْلَمَهُ } بدل من { آيَةً } قوله: (جمع أعجم) أصله أعجمي بياء النسب خفف بحذفها، وبه اندفع ما يقال: إن أفعل فعلاء لا يجمع جمع المذكر السالم. قوله: (أنفة من اتباعه) أي تكبراً. قوله: { كَذَلِكَ } معمول لسلكناه، والضمير في { سَلَكْنَاهُ } للقرآن على حذف مضاف أفاده المفسر. قوله: { لاَ يُؤْمِنُونَ بِهِ } الخ، الجملة مستأنفة أو حال من الهاء في { سَلَكْنَاهُ }، وقوله: { حَتَّىٰ يَرَوُاْ ٱلْعَذَابَ ٱلأَلِيمَ } مقدم من تأخير، وأصل الكلام حتى يأتيهم العذاب بغتة وهم لا يشعرون فيرونه فيقولوا: هل نحن منظرون أي مؤخرون عن الإهلاك ولو طرفة عين لنؤمن، فيقال لهم: لا أي لا تأخير ولا إمهال. قوله: { أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ } استفهام توبيخ وتهكم، حيث استعجلوا ما فيه هلاكهم، والفاء للعطف على مقدر يقتضيه المقام، تقديره أيعقلون ما ينزل بهم؟
قوله: { أَفَرَأَيْتَ } معطوف على { فَيَقُولُواْ } وما بينهما اعتراض، وقوله: { مَّا كَانُواْ يُوعَدُونَ } تنازعه رأيت يطلبه مفعولاً أول، و{ جَآءَهُم } يطلبه فاعلاً، فأعملنا الأول وأضمرنا في الثاني ضميراً يعود عليه، أي { ثُمَّ جَآءَهُم } هو أي الذي كانوا يوعدونه، وجملة { مَآ أَغْنَىٰ عَنْهُمْ } الخ، في محل نصب سدت مسد المفعول الثاني لرأيت. قوله: { مَّا كَانُواْ يُوعَدُونَ } أي به، و{ مَّا }، اسم موصول. قوله: (استفهامية) أي استفهام انكار كما أشار له بقوله: (أي لم يغن) فهذا مساوٍ في المعنى لقول بعضهم إنها نافية، وهي على صنيع المفسر مفعول مقدم لأغنى، وقوله: { مَّا كَانُواْ يُمَتَّعُونَ } فاعل بأغنى، و{ مَّا } مصدرية.