قوله: (من أشراف قومه) أي وكانوا خمسمائة لابسين الأساور، ولم يكن يلبسها إلا السلاطين على عادة الملوك. قوله: (الذي لم يطابق السؤال) أي لأن ما يسأل بها عن الحقيقة، وقد أجابه بالصفات التي يسأل عنها بأي، والعدول عن المطابقة، لأن السؤال عن الحقيقة عبث وسفه لاستحالته. قوله: {قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَآئِكُمُ ٱلأَوَّلِينَ} إنما ذكر ذلك لأن نفوسهم أقرب الأشياء اليهم. قوله: (وهذا) أي الجواب. قوله: (ولذلك) أي لشدة غيظه. قوله: {قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ} سماه رسولاً استهزاء، وأضافه إلى المخاطبين استنكافاً من نسبته له.
قوله: {قَالَ رَبُّ ٱلْمَشْرِقِ وَٱلْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَآ} أي فتشاهدون في كل يوم أنه يأتي بالشمس من المشرق، ويذهب بها من المغرب. قوله: {إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ} أي إن كان لكم عقل، وفيه رد لقوله: {قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ ٱلَّذِيۤ أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ}. قوله: {قَالَ لَئِنِ ٱتَّخَذْتَ إِلَـٰهَاً غَيْرِي} الخ، عدول عن الحاجة إلى التهديد، لقصر حجته وجهله وعدم استقامته، روي أنه فزع من موسى فزعاً شديداً، حتى كان اللعين لا يمسك بوله. قوله: (أي أتفعل ذلك) أشار إلى أن الهمزة داخلة على محذوف، والواو عاطفة على ذلك المحذوف. قوله: {قَالَ فَأْتِ بِهِ} إنما أمر فرعون بالإتيان به، لظنه أنه يقدر على معارضته.
قوله: {وَنَزَعَ يَدَهُ} أي من جيبه، قيل لما رأى فرعون الآية الأولى قال: هل لك غيرها؟ فأخرج يده فأدخلها في إبطه ثم نزعها ولها شعاع يكاد يغشي الأبصار ويسد الأفق. قوله: (من الأدمة) أي السمرة. قوله: {حَوْلَهُ} ظرف في محل الحال. قوله: {يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُمْ مِّنْ أَرْضِكُمْ} لما رأى تلك الآيات الباهرة، خاف على قومه أن يتبعوه، فتنزل إلى مشاورتهم بعد أن كان مستقلاً بالرأي والتدبير، وأراد تنفيرهم عن موسى عليه السلام. قوله: {فَمَاذَا تَأْمُرُونَ} أي أي شيء تأمروني به. قوله: {يَأْتُوكَ} مجزوم في جواب الأمر. قوله: (يفضل موسى) أي يفوقه ويزيد عليه. قوله: (من يوم الزينة) كان يوم عيد لهم، وقيل كان يوم سوق.