التفاسير

< >
عرض

فَلَمَّا جَآءَ ٱلسَّحَرَةُ قَالُواْ لِفِرْعَوْنَ أَإِنَّ لَنَا لأَجْراً إِن كُنَّا نَحْنُ ٱلْغَالِبِينَ
٤١
قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذاً لَّمِنَ ٱلْمُقَرَّبِينَ
٤٢
قَالَ لَهُمْ مُّوسَىٰ أَلْقُواْ مَآ أَنتُمْ مُّلْقُونَ
٤٣
فَأَلْقَوْاْ حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُواْ بِعِزَّةِ فِرْعَونَ إِنَّا لَنَحْنُ ٱلْغَالِبُونَ
٤٤
فَأَلْقَىٰ مُوسَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ
٤٥
فَأُلْقِيَ ٱلسَّحَرَةُ سَاجِدِينَ
٤٦
قَالُواْ آمَنَّا بِرَبِّ ٱلْعَالَمِينَ
٤٧
رَبِّ مُوسَىٰ وَهَارُونَ
٤٨
قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ ٱلَّذِي عَلَّمَكُمُ ٱلسِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِّنْ خِلاَفٍ وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ
٤٩
-الشعراء

حاشية الصاوي

قوله: (والترجي على تقدير غلبتهم) أي الترجي على فرض الغلبة المقتضية للاتباع. قوله: (على وجهين) أي تحقيقها وتسهيل الثانية، وكان عليه أن يقول وتركه، أي ترك الإدخال على الوجهين، فتكون القراءات أربعاً. قوله: { لأَجْراً } أي أجرة وجعلاً.
قوله: { قَالَ نَعَمْ } أي لكم الأجرة على عملكم السحر، وزادهم بقوله: { وَإِنَّكُمْ إِذاً } الخ قوله: (فالأمر فيه) جواب عما يقال: كيف يأمرهم بفعل السحر، مع أنه لا يجوز الأمر به، لأن الأمر به رضا، والرضا بالكفر كفر، وحاصل الجواب: أن الممتنع الأمر به في حال كونه مستحسناً له، وأما الأمر به للتوسل لإبطاله، فليس فيه استحسان ولا رضا، بل هو الممدوح شرعاً. قوله: { وَقَالُواْ بِعِزَّةِ فِرْعَونَ } أي نقسم ونحلف بعزة فرعون، وأقسموا لفرط اعتقادهم في أنفسهم أنهم غالبون. قوله: (من الأصل) أي أصل الصيغة. قوله: (يقلبونه) أي يغيرونه عن حاله الأول من الجمادية، إلى كونه حية تسعى. قوله: (بتمويههم) الباء سببية.
قوله: { فَأُلْقِيَ ٱلسَّحَرَةُ } أي خروا وسقطوا ساجدين لما رأوا من باهر المعجزة، فلم يتمالكوا أنفسهم. قوله: { رَبِّ مُوسَىٰ وَهَارُونَ } بدل مما قبله للتوضيح وللإشعار، بأن سبب إيمانهم، ما أجراه الله على يد موسى وهارون. قوله:(وإبدال الثانية ألفاً) صوابه الثالثة لأنها هي المنقلبة ألفاً، وترك قراءة أخرى، وهي حذف الأولى من الهمزتين وقلب الثانية ألفاً. قوله: (فعلمكم شيئاً منه وغلبكم بآخر) أي أخفاه منكم، وأراد فرعون بهذا الكلام التلبيس على قومه، لئلا يعتقدوا أن السحرة آمنوا على بصيرة وظهور حق.
قوله: { لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِّنْ خِلاَفٍ } حاصله أنهم لما آمنوا بأجمعهم، اشتد خوف فرعون على باقي قومه من دخولهم في الايمان، فنفر الباقي بقوله: { لأُقَطِّعَنَّ } الخ.