التفاسير

< >
عرض

فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوۤاْ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ
٥٢
وَأَنجَيْنَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ
٥٣
وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ ٱلْفَاحِشَةَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ
٥٤
أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ ٱلرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ ٱلنِّسَآءِ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ
٥٥
فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُوۤاْ أَخْرِجُوۤاْ آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ
٥٦
فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ ٱمْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ ٱلْغَابِرِينَ
٥٧
وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَراً فَسَآءَ مَطَرُ ٱلْمُنذَرِينَ
٥٨
-النمل

حاشية الصاوي

قوله: { فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ } مبتدأ وخبر أي ديارهم. قوله: (بظلمهم) أشار بذلك إلى أن ما مصدرية والباء سببية. قوله: { إِنَّ فِي ذٰلِكَ } أي المذكور من إهلاكهم.
قوله: { وَأَنجَيْنَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } أي من الهلاك، فخرج صالح بهم إلى حضرموت، فلما دخلها مات صالح، فسميت تلك البلدة بذلك، ثم بنى الأربعة الآلاف مدينة يقال لها حاضوراء. قوله: { وَكَانُواْ يَتَّقُونَ } أي يدومون على اتقاء الشرك بأن لم يرتدوا. قوله: (ويبدل منه) أي بدل اشتمال، والمراد ذكر القول لا ذكر وقته. قوله: { لِقَوْمِهِ } أي من حيث إرساله إليهم وإقامته عندهم وإلا فهو في الأصل أرض بابل، فلما قدم مع عمه إبراهيم إلى الشام، نزل إبراهيم بفلسطين، ونزل لوط بسذوم. قوله: (يبصر بعضكم بعضاً) أشار بذلك إلى أن المراد الإبصار بالعين، وقيل المراد إبصار القلب، ويكون المعنى وتعلمون أنها قبيحة. قوله: (وإدخال ألف بينهما) أي وتركه فالقراءات أربع سبعيات.
قوله: { لَتَأْتُونَ ٱلرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ ٱلنِّسَآءِ } أشار بذلك إلى أنهم أساءوا من الطرفين في الفعل والترك، وقوله: { شَهْوَةً } مفعول لأجله. قوله: (عاقبة فعلكم) أي وهي العذاب الذي نزل بهم. قوله: { فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ } خبر { كَانَ } مقدم، وقوله: { إِلاَّ أَن قَالُوۤاْ } اسمها مؤخر. قوله: { آلَ لُوطٍ } المراد هو وأهله وهم بنتاه وزوجته المؤمنة. قوله: { مِّن قَرْيَتِكُمْ } الإضافة للجنس، لأنه تقدم أن قراهم كانت خمسة وأعظمها سذوم. قوله: { يَتَطَهَّرُونَ } أي يتنزهون وقالوا ذلك على سبيل الاستهزاء. قوله: { فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ } أي فخرج لوط بأهله من أرضهم، وطوى الله له الأرض حتى نجا، ووصل إلى إبراهيم. قوله: (الباقين في العذاب) أي الذي حل بهم، وهو أن جبريل اقتلع مدائنهم ثم قلبها فهلك جميع من فيها، قيل كان فيها أربعة آلاف ألف.
قوله: { وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم } أي على من كان في ذلك الوقت خارجاً عن المدائن لسفر أو غيره. قوله: (هو حجارة السجيل) أي الطين المحروق. قوله: (مطرهم) هو المخصوص بالذم.