التفاسير

< >
عرض

أَوَلَمْ يَرَوْاْ كَيْفَ يُبْدِئُ ٱللَّهُ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٌ
١٩
قُلْ سِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَٱنظُرُواْ كَيْفَ بَدَأَ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ ٱللَّهُ يُنشِىءُ ٱلنَّشْأَةَ ٱلآخِرَةَ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
٢٠
يُعَذِّبُ مَن يَشَآءُ وَيَرْحَمُ مَن يَشَآءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ
٢١
وَمَآ أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ فِي ٱلسَّمَآءِ وَمَا لَكُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ
٢٢
وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ وَلِقَآئِهِ أُوْلَـٰئِكَ يَئِسُواْ مِن رَّحْمَتِي وَأُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
٢٣
-العنكبوت

حاشية الصاوي

قوله: { كَيْفَ يُبْدِئُ ٱللَّهُ ٱلْخَلْقَ } لما تقدم ذكر التوحيد والرسالة ذكر الحشر، وهذه الأصول الثلاثة يجب الإيمان بها، ولا ينفك بعضها عن بعض. قوله: (وقرئ بفتحة) أي شذوذاً. قوله: (من بدأ وأبدأ) لف ونشر مشوش. قوله: { ثُمَّ } (هو) { يُعِيدُهُ } قدر الضمير إشارة إلى أن الجملة ليست معطوفة على ما قبلها، بل هي مستأنفة.
قوله: { قُلْ سِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ } أمر من الله لمحمد صلى الله عليه وسلم بأن يقول لمنكري البعث ما ذكر، ليشاهدوا كيف أنشأ الله جميع الكائنات، ومن قدر على إنشائها بدءاً يقدر على إعادتها. قوله: (مع سكون الشين) راجع للقصر، والقراءتان سبعيتان. قوله: { يُعَذِّبُ مَن يَشَآءُ } أي في الدنيا والآخرة، وقوله: { وَيَرْحَمُ مَن يَشَآءُ } أي فيهما فلا يسأل عما يفعل. قوله: (لو كنتم فيها) أشار بذلك إلى أن المراد بالأرض والسماء حقيقتهما، ويصح أن يراد بهما جهة السفل والعلو. قوله: (أي القرآن والبعث) لف ونشر مرتب، فالأول راجع للآيات، والثاني للفاء. قوله: { أُوْلَـٰئِكَ يَئِسُواْ مِن رَّحْمَتِي } أي يوم القيامة، وعبر بالماضي لتحقيق وقوعه.