التفاسير

< >
عرض

رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَىٰ رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ ٱلْمِيعَادَ
١٩٤
-آل عمران

حاشية الصاوي

قوله: { وَآتِنَا } معطوف على محذوف، تقديره حقق لنا ما ذكروا { وَآتِنَا }. قوله: (من الرحمة والفضل) بيان لما. قوله: (وسؤالهم ذلك) أشار بذلك إلى سؤال وارد حاصله أن يقال إن وعد الله لا يتخلف قال تعالى: { وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً } [الفتح: 29] فلا فائدة في ذلك السؤال، أجاب المفسر بقوله سؤال أن يجعلهم إلخ. وحاصل ذلك الجواب أن العاقبة مجهولة، ووعد الله لا يخلف لمن حمد عاقبته، ومن أين لنا حسن العاقبة، ففائدة السؤال أن الله يحسن عاقبتهم، فإذا حسنت تحقق وعده تعالى إن قلت: لا يخلو الأمر إما أن تكون العاقبة في نفس الأمر محمودة فوعد الله له محق ولا بد، وإما أن تكون غير محمودة فليس له عند الله وعد أصلاً فلا فائدة في الدعاء. أجيب: بأن توفيقه للدعاء دليل على أن الله لا يخلف وعده الذي وعده إياه، قال بعضهم: ما وفقك للدعاء إلا ليعطيك، فحيث وفق العبد للدعاء كان دليلاً على قبوله وإنابته وحسن عاقبته، ولذا لم يوفق إبليس للتوبة ولا للدعاء. قوله: (وتكرير ربنا إلخ) جواب عن سؤال مقدر حاصله أنه لم كرر لفظ ربنا خمس مرات، فأجاب بأنه مبالغة في التضرع، أي الخضوع والتذلل، ولما ورد أنه الأسم الأعظم، وعن جعفر الصادق: من حزبه أمر فقال خمس مرات ربنا، أنجاه الله مما يخاف وأعطاه ما أراد، قيل وكيف ذلك؟ قال اقرؤوا قوله تعالى: { إِنَّ فِي خَلْقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } [البقرة: 194] الآيات، وهي من أوراد الصالحين تقرأ إلى آخر السورة عند الإستيقاظ من النوم ليلاً فمن لازم عليها تحقق بما فيها، وحصل له ثواب من قام الليل. قوله: { يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ } ظرف لقوله: { وَلاَ تُخْزِنَا } أي لا تفضحنا في ذلك اليوم. قول: { إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ ٱلْمِيعَادَ } علة لقوله: { آتِنَا مَا وَعَدتَّنَا } إلخ.