قوله: { يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱصْبِرُواْ } لما بين في هذه السورة فضل الجهاد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وغير ذلك من الأحكام العظيمة، ختمت بما يفيد المحافظة على ذلك. قوله: (على الطاعات إلخ) أشار بذلك إلى مراتب الصبر الثلاثة، وأعظمها الصبر عن المعصية. قوله: (فلا يكونوا أشد صبرا منكم) أي فلا تفروا من الأعداء واصبروا على الجهاد، وخصه وإن دخل في عموم الصبر لأنه أعظم أنواعه وجامع لها، فإنه صبر على الطاعة وهو الجهاد، وعن المعصية وهو الفرار من العدو، وعلى المصيبة وهي القتل والجرح، قوله: { وَرَابِطُواْ } أصل المرابطة أن يربط كل من الخصمين خيولهم بحيث يكونون مستعدين للقتال ثم توسع فيه، وجعل كل مقيم في الثغر لحراسة العدو مرابطاً، وإن لم يكن عدو ولا مركوب مربوط. قوله: (في جميع أحوالكم) أي حالاتكم من رخاء وشدة وعسر ويسر وصحة ومرض. قوله: { لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } الترجي في القرآن بمنزلة التحقيق، والفلاح هو الفوز والظفر، ورد أن من قرأ سورة آل عمران أعطاه الله بكل آية منها أماناً على جسر جهنم.