التفاسير

< >
عرض

أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِمْ مِّنَ ٱلْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ أَفَلاَ يَسْمَعُونَ
٢٦
أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَسُوقُ ٱلْمَآءَ إِلَى ٱلأَرْضِ ٱلْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنفُسُهُمْ أَفَلاَ يُبْصِرُونَ
٢٧
وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْفَتْحُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ
٢٨
قُلْ يَوْمَ ٱلْفَتْحِ لاَ يَنفَعُ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ إِيَمَانُهُمْ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ
٢٩
فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَٱنتَظِرْ إِنَّهُمْ مُّنتَظِرُونَ
٣٠
-السجدة

حاشية الصاوي

قوله: { أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ } الهمزة داخلة على محذوف، والواو عاطفة عليه، والتقدير أغفلوا ولم يتبين لهم، إلخ. قوله: { مِّنَ ٱلْقُرُونِ } { مِّنَ } بيانية لكم، و { مِن قَبْلِهِمْ } حال من { ٱلْقُرُونِ }. قوله: { إِنَّ فِي ذَلِكَ } أي المذكورة من كثرة إهلاك الأمم الخالية. قوله: (اليابسة التي لا نبات فيها) أي التي قطع وأزيل بالمرة، فالجزر معناه القطع، سميت الأرض اليابسة بذلك لقطع النبات منها، وقيل المراد بالجزر موضع باليمن. قوله: { تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنفُسُهُمْ } قدم الأنعام لأن أكلها مقدم، لكونها تأكله قبل أن يثمر.
قوله: { وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْفَتْحُ } سبب نزولها: أن المسلمين كانوا يقولون: إن الله سيفتح لنا على المشركين، ويفصل بيننا وبينهم، وكان أهل مكة إذا سمعوهم يقولون بطريق الاستعجال تكذيباً واستهزاءاً: متى الفتح؟ قوله: { قُلْ يَوْمَ ٱلْفَتْحِ } المراد به يوم القيامة، لأنه يوم الفصل بين المؤمنين والكافرين. قوله: { لاَ يَنفَعُ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ إِيَمَانُهُمْ } أي لأن الإيمان المقبول، هو الذي يكون في الدنيا، ولا يقبل بعد خروجهم منها. قوله: { وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ } أي يؤخرون، وقوله: (أو معذرة) أي اعتذار. قوله: { فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ } أي اتركهم ولا تتعرض لهم. قوله: (وهذا قبل الأمر بقتالهم) أي فهو منسوخ بآية الجهاد، ويحتمل أن الآية محكمة، ومعنى فأعرض عنهم، أي اقبل عذر من أسلم منهم، واترك ما هو عليه، وقد وقع منه ذلك، فقد، عفا عن وحشي حين أسلم بعد قتله حمزة عمه صلى الله عليه وسلم، وعن جميع من دخل عليهم مكة عام الفتح.