التفاسير

< >
عرض

وَٱلَّذِينَ سَعَوْا فِيۤ آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مِّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ
٥
وَيَرَى ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ ٱلَّذِيۤ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ ٱلْحَقَّ وَيَهْدِيۤ إِلَىٰ صِرَاطِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَمِيدِ
٦
وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَىٰ رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ
٧
-سبأ

حاشية الصاوي

قوله: { وَٱلَّذِينَ سَعَوْا } عطف على قوله: { ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } وما بينهما اعتراض سيق لبيان جزاء المؤمنين، وهذا أحسن من جعله مبتدأ خبره { أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ } إلخ. قوله: (في إبطال) { آيَاتِنَا } أي بالطعن فيها ونسبتها إلى الأكاذيب. قوله: (وفي قراءة) أي وهي سبعية أيضاً. قوله: (مقدرين عجزنا) إلخ، لق ونشر مرتب، والمعنى مؤملين أنهم يعجزون رسولنا، بسبب سعيهم في إبطال القرآن. قوله: (أو مسابقين لنا) أي مغالبين لنا بسبب طعنهم في القرآن، ظانين أن مغالبتهم تمنع عنهم العذاب، وذلك أن القرآن يثبت البعث والعذاب، لاعتقادهم بطلانه. قوله: (لظنهم أن لا بعث) إلخ، علة لقوله: { سَعَوْا }. قوله: (بالجر والرفع) أي فهما قراءتان سبعيتان.
قوله: { وَيَرَى } إما بالرفع بضمة مقدرة على الاستئناف، أو بالنصب على أنه معطوف على يجزي، فقول المفسر (يعلم) يصح قراءته بالوجهين، و { ٱلَّذِينَ } فاعل، و { ٱلَّذِيۤ أُنزِلَ } مفعول أول وهو ضمير فصل، و { ٱلْحَقَّ } مفعول ثان، وقوله: { وَيَهْدِيۤ } إما عطف على { ٱلْحَقَّ } من باب عطف الفعل على الاسم الخالص، كأنه قيل: { وَيَرَى ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ ٱلَّذِيۤ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ } الحق وهادياً، أو مستأنف، أو حال بتقدير وهو يهدي. قوله: (مؤمنو أهل الكتاب) هذا أحد أقوال، وقيل: المراد بهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقيل: جميع المسلمين. قوله: { ٱلْعَزِيزِ } أي عديم النظير والشبيه والمثيل، أو من عز بمعنى قهر وغلب. قوله: { ٱلْحَمِيدِ } فعيل بمعنى مفعول، أي محمود في ذاته وصفاته وأفعاله. قوله: (هو محمد) نكروه تجاهلاً وسخرية، كأنهم لم يعرفوا منه إلا أنه رجل، مع أنه عندهم من الشمس في رائعة النهار.
قوله: { إِذَا مُزِّقْتُمْ } يتعين أن عامل الظرف محذوف تقديره وتبعثون وتحشرون إذا مزقتم إلخ، يدل عليه قوله: { إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ } ولا يصح أن يكون عامله { يُنَبِّئُكُمْ } لأن الإخبار لم يقع في ذلك الوقت، ولا قوله: { مُزِّقْتُمْ } لأنه مضاف إليه، والمضاف إليه لا يعمل في المضاف، ولا { خَلْقٍ جَدِيدٍ } لأن ما بعد أن لا يعمل فيما قبلها، وعبارة المفسر غير وافية بالمراد، فلو قال: يخبركم أنكم تبعثون إذا مزقتم لوفى بالمقصود. قوله: (بمعنى تمزيق) أشار بذلك إلى أن ممزق اسم مصدر، لأم كل ما زاد على الثلاث يجيء بالميم، مصدره وزمانه ومكانه، على زنة اسم مفعول. قوله: { إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ } أي تنشؤون خلقاً جديداً بعد تمزيق أجسامكم.